شهدت جنازة الشيخ عبد العزيز بن محمد المهيدب مستشار وزارة الشؤون الاسلامية والداعية والخطيب , التي شيعت بعد صلاة عصر أمس - الأربعاء- حضورا مهيبا , تجاوز اكثر من 15 الفا , توافدوا الى مسجد الراجحي الذي اقيمت فيه صلاة الجنازة من كل مناطق الرياض, وأمتلات قاعة المسجد بالمصلين وكذلك أطتظت قاعة الطابق الثاني , ولم يكن هناك مكان للسيارات في الساحات والشوارع المحيطة بالمسجد, وكانت الأعين تفيض بالدمع على الراحل الفقيد , والالسن تلهث بالدعاء له ولزوجته وبناته الخمسة . ووصف الشيخ الدكتور عبد الحكيم العجلان الجنازو ب"المهيبة" سائلا الله عز وجل أن يحتسبه من الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا , وقال الدكتور عبد الحكيم العجلان : لقد كان مشهد يفوق الوصف , جاء الناس من كل مكان لحضور صلاة الجنازة وتشييع الجثامين للفقيد وزوجته وبناته , وسار االكثيرون مسافات طويلة للوصول الى المسجد وادراك صلاة الجنازة. ودعا الدكتور العجلان للفقيد وزوجته وبناته بالرحمة , ولبناته اللاتي يرقدن في المستشفى اثر الحادث بالشفاء ولزوجته الثانية وابنائه وأهله بالصبر والسلوان , وقال: ان مشهد الجنازة يدل على حب الناس في الفقيد رحمة الله عليه , ودوره الدعوي وكذلك مساهماته في الاصلاح والاحتساب , وجولاته الدعوية في داخل البلاد , وحب العلماء وطلبة العلم له , رحمه الله رحمة واسعة. وكان الدعاة وطلبة العلم فجعوا بوفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي "مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود بالرياض ، في حادث مروري اليم على طريق الرياض - الدمام ، وكذلك توفيت زوجته وخمسة من بناته ، وفي العناية المركزة ثلاث من بناته كن معه في السيارة. وقد وقع الحادث عندما كان الشيخ الوهيبي مساء الثلاثاء الماضي متجها إلى الدمام لإلقاء سلسلة من المحاضرات الدعوية ، وقد شيعت جنازته من مسجد الراجحي بشرق الرياض ، وشارك فيها حشد كبير من طلبة العلم والدعاة والمشايخ ومحبو الفقيد وتلاميذه ، ومن عملوا معه في مجال الدعوة. والشيخ عبد العزيز الوهيبي من مواليد "القراين" بشقراء ، وتخرج في كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعمل في سلك التعليم مدرسا للعلوم الشرعية ، وتتلمذ على يد كبار العلماء ، وكان قريبا جدا من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة السابق – رحمه الله – الذي اوفده الى كثير من المهام ، وأرسل معه رسائل نصح وارشاد في الداخل والخارج ، وقد قام الشيخ الوهيبي بتغسيل الشيخ عبد العزيز بن باز عند وفاته ، والتحق الشيخ الوهيبي بالعمل بهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر محتسبا في الميدان "متطوعا "والقى العديد من الخطب والمواعظ عن دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم انتقل للعمل في وزارة الشؤون الإسلامية معارا من وزارة التربية والتعليم ، حيث عمل مديرا لمركز الدعوة والإرشاد بالرياض، فداعية ثم مستشارا للدعوة ، وكان من ابرز رجالات الدعوة في الحج حيث كان مكلفا مع فريق الدعاة بالوزارة بالعمل في نصح وارشاد ودعوة الحجيج والاجابة على تساؤلاتهم ، وكان له دور بارز في مجال الدعوة بافريقيا ،وهو خطيب لجامع الأمير خالد بن سعود بالرياض. ولقد لفت موقع لجينيات التي يُشرف عليه أبو لجين إبراهيم أن المشرف العام على الموقع كان في انتظار وصول الشيخ وعائلته إلى منزله وكان أبو لجين قد أتم لهم جميع ما يحتاجون إليه في إقامتهم المحدودة في المنطقة الشرقية لكن إرادة الله فوق كل تدبير. وكل من يعرف الشيخ رحمه الله يعلم ما كان عليه من الإقبال على الله تعالى والإخلاص في العمل والاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى عقل راجح وحسن تدبير شفقة بالمسلمين أعانته كثيرا في إنجاح ما تصدى من مهام نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.وصلى على الشيخ عبدالعزيز الوهيبي وزوجته وبناته الثلاث رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته في جامع الراجحي بالرياض بعد عصر أمس الأربعاء الموافق 3/6/1430 ه.وقال عدد من الدعاة ل "المدينة" ان الشيخ عبد العزيز الوهيبي كان له سمته الخاص في الدعوة ، وممكن أن يطلق عليه الداعية المتخصص في الهجر والقرى والبادية ، وكان له اسلوبه السهل وحجته القوية ، وقربه من عوام الناس ، كما كان للشيخ الفقيد مكانته لدى العلماء وطلبة العلم ، فكان قريبا منهم ومن مجالسهم .وأكد المشايخ : ان الفقيد كان يعد من الدعاة الميدانيين من الطراز الاول ، لما منحه الله له من البساطة واللين ، والحكمة والاعتدال ، وقد تأثر الشيخ الفقيد بأسلوب وطريقة الشيخ عبد الرحمن ال الفريان في الدعوة .