قالت شبكة cnn الأمريكية في تقرير لها على موقعها العربي إن إشارة رجل الدين السعودي البارز، سلمان العودة، إلى قضية الناشط محمد البجادي، الذي خاطبه بوصف "ابني"، لاقت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تطورات الموقف من قضيته، وسط معلومات حول محاولة إرغامه على إنهاء إضرابه عن الطعام بسجن "الحاير." وقال العودة عبر صفحته على تويتر التي يتابعها أكثر من 800 ألف شخص: "ابني محمد البجادي.. رجل نبيل صادق تخلّى عن أشياء كثيرة من أجل وطنه وقضاياه.. أسأل الله أن يقرّ أهله وأحبابه بخروجه عاجلاً." وأضاف "محمد البجادي.. ضحى من أجل الآخرين وقدم الكثير لقضاياهم وهو معتقل فرّج الله عنه.. ادعموه بتكثيف تفاعلكم." وكان البجادي، وهو من منطقة القصيم، قد اعتقل العام الماضي بسبب مشاركته في اعتصام أمام وزارة الداخلية التي قصدها مع آخرين للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين موقوفين دون محاكمة في المملكة. وخلال الاعتصام طالب البجادي بلقاء الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية، لتقديم طلب من أجل الإفراج عن الموقوفين أو تقديمهم للمحاكمة وفق القانون، ولكن السلطات قبضت عليه بعد عودته إلى منطقة القصيم. وقال الناشط الحقوقي والمحامي السعودي، وليد أبوالخير، إن البجادي مضرب عن الطعام منذ أكثر من 14 يوماً، وهو ممنوع من التواصل مع أحد في سجنه، ولم تتم محاكمته، كما لم توفر السلطات له فرصة الحصول على محام أو الاجتماع بعدد من المحامين المتطوعين للدفاع عنه. ولفت أبوالخير، في اتصال مع CNN بالعربية، إلى وجود قلق حول وضع البجادي، خاصة بعد ورود معلومات حول إجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام. وظهر الانقسام بوضوح بين المشتركين السعوديين الذين ناقشوا القضية عبر رابط تويتر، حيث عمد بعضهم إلى وضع روابط لتعليقات سابقة أدلى بها البجادي عبر حسابه في "تويتر"، تناولت بشكل انتقادي فتوى تحريم التظاهر في المملكة، واعتبر أنها صادرة عن "مجمع القمع الإسلامي." غير أن معظم التعليقات سعت إلى الدفاع عن البجادي، والقول إنه كان يطالب بتحصيل حقوق الآخرين، كما وصفه البعض بأنه "رجل حر" يدفع ثمن حريته. وكانت هيئات دولية قد أثارت قضية البجادي أكثر من مرة، وبينها "منظمة العفو الدولية" التي قالت إنه اعتقل في منزله بمدينة بريدة شمالي العاصمة الرياض، من قبل عناصر من الشرطة ومجموعة من رجال الاستخبارات، كما جرى مصادرة كتب ووثائق من منزله ومكتبه، إلى جانب جهاز الكمبيوتر المحمول خاصته. وقالت المنظمة، في تقريرها حول اعتقاله بمارس/ آذار 2011، إنه شارك في الاعتصام خارج مبنى وزارة الداخلية، ثم دون تعليقات حول التحرك على صفحته بموقع تويتر، مضيفة أن السبب الوحيد لتوقيفه قد يكون تعبيره الحر عن رأيه. وقد سبق للسلطات السعودية أن اعتقلت البجادي لمرتين عام 2007، لقضايا على صلة بحقوق الإنسان.