لم يتوقع رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السابق جمال خاشقجي أن يقضم نفر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفاحة عيده التي ود أن يتقاسمها في فرح وسلام مع عائلته وقليل من ذويه، فعاش ليلته تلك وهو يحاور رجال «الهيئة» ويحاول أن يفهم منهم ما الذي يحدث، هذه القصة «الثقيلة» وإن كانت عابرة، سرد خاشقجي تفاصيلها على موقع «تويتر» في «تغريدات متفرقة، ونشرتها صحيفة " الحياة اللندنية " وقال فيها: «ربنا ستر البارحة، كدت «أتخانق» مع الهيئة وأنتهي خبراً في الصحف، إنها مغامرة لا بد أن يمر بها كل سعودي وتصبح قصته في المجالس»، ويمضي في سرد الحكاية بقوله: «كنت في مطعم بالمدينة مع أقارب، المكان كأنه مخيم بالستائر البيضاء، لا تعرف من خلفها، طلبنا طاولة كبيرة وإزالة الأشرعة المحيطة بها، كان جواً أسرياً رائعاً، فجأة دخل نحو أربعة من رجال «الهيئة» يحومون حولنا، لم يكلموننا، يجتمعون معاً يتبادلون الرأي ثم يعودون للتجوال حولنا، تنحوا جانباً، قمت والغضب يشتعل في داخلي، فالدنيا عيد وهؤلاء يسرقون بهجته، اقتربت من كبيرهم، فسألته: «خير؟!»، ومددت له يدي مصافحاً، تسمر مكانه، قلت له: «سلّم»، فمد يده مصافحاً وهو يتمتم: «بعدين، بعدين»، والحمد لله أنني لم أشتبك معهم، أو أجادلهم وإلا كنت انتهيت متهماً بالاعتداء عليهم». ويعلق موضحاً: «فهمت لحظتها كيف تقع المشكلات بينهم وبين المواطنين، وكثيراً ما تنتهي إلى سجن ومحكمة، فلا أنظمة واضحة وإنما اتباع للهوى والظن». ويضيف: «انصرفوا بعد تدخل صاحب المطعم الذي أخبرني أنهم طلبوا منه إرخاء الستائر علينا، قال إنهم «سيسجلون عليه محضراً»! ما التهمة؟!، هل ثمة نظام استأثر المطاعم وحدها؟!». ويستطرد في «تغريدتين» أخيرتين: «قد تبدو القصة طبيعية ولكنها ليست كذلك إنها اعتداء على الحرية والكرامة، لا أحد يملك كيف يتصرف مواطن في دائرة المباح، كثير من المشكلات التي انتهت إلى قضايا مع الهيئة «تافهة» في أصلها، «غطِّ وجهك يا امرأة»، والعيون واللبس والشعر والشك، ومن هذه التي معك؟!». ويزيد: «أقدر دور «الهيئة» وأدعو العقلاء فيها إلى نزع الأسباب التافهة المؤدية إلى الاحتكاك بالمواطنين بتغليب حسن الظن والقبول بالاجتهادات الأخرى».