أكّدت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس أنّ إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كثّفت من وتيرة حربها السرية في اليمن ضد تنظيم القاعدة، مشيرةً إلى أنّ إحدى الغارات فشلت مجددًا في اغتيال أنور العولقي. وقالت الصحيفة: "إنّ التصعيد الأمريكي، المتمثل في حملات قصف بطائرات (درون) من دون طيار ومقاتلات أخرَى، في الأسابيع الأخيرة يأتِي في وقت تمرّ فيه الحكومة اليمنية، حليفة الولاياتالمتحدة، بأزمة حقيقية وتصارع من أجل البقاء في السلطة". وأشارَت الصحيفة إلى أنّ المسئولين الأمريكيين يرون أنّ تلك الضربات الجوية تُعَدّ إحدى الخيارات التي تعمل على منع مسلحين من تنظيم القاعدة من تكريس سيطرتهم على مناطق يهيمنون عليها في اليمن. وأوضحت أنّ الطائرات الأمريكية قتلت الجمعة أبو علي الحارثي، وهو ناشط من تنظيم القاعدة متوسط المستوى، وعددًا من المسلحين جنوبي البلاد، وأنّ شهود ذكروا أنّ الغارة أسفرت أيضًا عن مقتل أربعة مدنيين، وأنّ غارة أخرى استهدفت رجل الدين المناهض لأمريكا أنور العولقي، ولم تنجح في قتله. وكانت الولاياتالمتحدة فشلت مطلع مايو الماضي في اغتيال العولقي بعد أن أخفق صاروخ أطلقته طائرة أمريكية دون طيار في اليمن في اغتيال القيادي اليمني الأصل في تنظيم القاعدة، وأوقعت اثنين من عناصر الحركة قتلى على منطقة في جنوب اليمن يرتادها العولقي. وتشير الصحيفة إلى أنّ العمليات الأخيرة جاءت بعد توقف استمر نحو عام، عقب تسبُّب المعلومات الاستخبارية الضعيفة في إفشال مهمات قصف وتسبُّبها في مقتل مدنيين، مما أبعد العمليات عن طابعها السرّي. وتنقل الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم: إنّ عناصر الاستخبارات الأمريكيين والسعوديين كانوا يحصلون على معلومات من خلال التنصت الإلكتروني وتسريبات المخبرين، إلا أنّه مع اتساع نطاق الصراع في اليمن ظهر خطر جديد تمثل في تسريب طرف لمعلومات حول وجود مسلحين خطيرين لتوجيه الطائرات الأمريكي لضرب خصومه. وقال مسئول آخر: إنّ ما جعل الأمر أكثر صعوبة هو اندماج مسلحي القاعدة مع جهات أو أطراف يمنية محتجة، ما يجعل مهمات القصف أصعب من دون أن تتهم الولاياتالمتحدة بالتحيز لطرف على طرف آخر. وتقول نيويورك تايمز: إنّ الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن تشرف عليها قيادة قوة العمليات الخاصة في وزارة الدفاع، بتعاون وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وأن فرق التنصت والتجسس تعمل من صنعاء لتحديد الأهداف.