حدد نشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت يوم ال15 من مايو/ أيار القادم موعدا لما سموه "الزحف المليوني نحو المسجد الأقصى" محددين فيه نقاط وأماكن الانطلاق من الضفة وغزة والدول العربية بحسب تقرير أورده موقع الجزيرة.نت. وتزامنت هذه الدعوة مع دعوات مماثلة لمجموعات شبابية أخرى تحدثت عن زحف مليوني للاجئين الفلسطينيين نحو بلادهم في نفس التاريخ الذي يوافق الذكرى ال63 للنكبة، ودعوات أخرى لإطلاق انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل. لكن مختصين يرون في الدعوة للحشد نحو الأقصى مجرد خطوة رمزية لأن الظروف الواقعية غير مناسبة، ولأن الصفحات الأخرى الداعية لعودة اللاجئين والانتفاضة الثالثة استنفدت حيزا كبيرا من طاقات الشباب. حشد الملايين ومن الصفحات الداعية للزحف المليوني: "موعد الزحف التاريخي نحو فلسطين15-5-2011" و"الزحف المقدس نحو الأقصى 15-5-2011" و "الزحف المليوني نحو القدس" إضافة إلى صفحات مسيرة العودة والانتفاضة الثالثة. وتحدث مطلقو الحملة عن دخول فلسطين من الأردن ومصر بعد حشد الملايين على الحدود فيهما، وعن مناقشات للإعداد والتحضير للتوافد على حدود فلسطين ابتداء من الأيام المقبلة، بل وأكثر من ذلك بالدعوة إلى "استلام شقة سكنية مجانية بجانب الأقصى فور إخراج الصهاينة منها". الشرقاوي: الزحف نحو الأقصى أو القدس يظل رمزيا (الجزيرة نت) إلى ذلك أعلنت عدة منظمات ونقابات عربية دعمها ليوم الزحف التاريخي كما يسميه منظموه، ومشاركتها في مسيرة العودة، بينما شارك نشطاء من سيناء ورفح والعريش بتعليقات تنتظر يوم الزحف. لكن الباحث المهتم بالمواقع الاجتماعية على الإنترنت خالد الشرقاوي يقول إن موضوع الانتفاضة الثالثة أقرب للتطبيق والتحقيق من الدعوة للزحف نحو المسجد الأقصى، مشيرا إلى الفروق الكبيرة بين الدعوتين. وقال إن التحضير للانتفاضة الثالثة بات واضحا وجاهزا ومخططا له، وخطواته معروفة من قبل منشئي الصفحات الداعية لها، في حين الحديث عن الزحف نحو الأقصى أو القدس يظل رمزيا للتذكير بهما يوم 15 مايو/ أيار كونه يجمع ذكرى النكبة مع الدعوة للانتفاضة الثالثة. تفاعل شعبي وأضاف أن التفاعل مع القضية الفلسطينية ككل استحوذ على اهتمام وتفاعل واضح وملحوظ، بينما كان مستوى التفاعل مع موضوع القدس أقل "ربما لأنها جزء من القضية الكبرى والقضية الأم وهي قضية فلسطين". وأوضح أن الانتفاضة الثالثة والزحف نحو فلسطين –ربما- يكون أسهل بوجهة نظر الأشخاص الداعمين للفكرة "لأن الحدود طويلة من جهة، ولأن بوابة مصر أصبحت أفضل بعد الثورة" مضيفا أن الزحف نحو القدس سيكون صعبا "نظرا لإغلاق المدينة وصعوبة الوصول واختراق الحواجز". وأرجع تدني عدد المشاركين بالصفحات الداعية للزحف نحو الأقصى إلى أن الانتفاضة الثالثة استهلكت طاقات الشباب في التجهيز والترويج لها، إضافة إلى أن فكرة الزحف للأقصى بدأت بوقت متأخر جدا، موضحا أن إطلاق البالونات بالهواء من عواصم العالم -كما ينوي منظموها- ستكون أسهل من حشد الجماهير. اجتهاد وإعلام من جهته يرى الكاتب والإعلامي محمود فطافطة أن جميع المحاولات السابقة "تبقى اجتهادية وإعلامية أكثر منها حركة شبابية أو سياسية أو جماهيرية أو عربية أو إسلامية منظمة وقابلة للاستمرار". وأضاف أن إسقاط هذا النشاط بالجمهورية الإلكترونية الافتراضية على الواقع العملي، سيظهر أن الواقع التطبيقي ضعيف لعدة أسباب منها الصراع لدى المجموعات الفلسطينية وعلى الساحة الفلسطينية الميدانية، وعدم وجود وحدة تنظيمية ومنظمة، والفوضوية والعشوائية في تحديد الأهداف التي يجب القيام بها يوم 15 مايو/ أيار. وشدد فطافطة على أن الأمن العربي في حالة تخوف وخاصة فيما يتعلق بالأردن وسوريا ولبنان بسبب المشاكل الداخلية، مؤكدا أن المناطق الحدودية لا يوجد بمعظمها كثافة سكانية، ولذلك سيكون عدد المشاركين قليلا جماهيريا.