كشفت مصادر قريبة من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك أن زوجته سوزان ثابت كانت تصرخ فى الساعات الأخيرة من ليلة الخميس وتقول "الرئيس بيموت.. الرئيس بيموت" ودخلت فى نوبة بكاء شديدة. وووفقا لشبكة " محيط " فقد ذكرت صحيفة "الوفد" المصرية في عددها الصادر اليوم السبت ان الرئيس السابق قد أصيب بأزمة قلبية وحالة انهيار بعد سماعه نبأ أن النائب العام يدرس نقله إلى سجن مزرعة طرة. وتمسك مبارك بالسرير الذى يرقد عليه فى مستشفى شرم الشيخ الدولى بشدة، وتحدث بصوت عال: "انتو عاوزين تحاسبونى انتوا عاوزين تحاسبونى"، وقال بهستيرية: "أنا أفنيت عمرى على الأرض دى فى وقت الحروب وبعد الحرب عاوزين الآن تحاكمونى وتحاسبونى". تجهيز مستشفى طره في غضون ذلك صرح مصدر طبي مسئول بانه تم تجهيز مستشفى سجن طره بمعدات طبية حديثة تمهيدا لاستقبال مبارك . وصرح المصدر الطبي بان الرئيس السابق في صحة جيدة وانه شفي تماما من مرض السرطان ولايتعاطي اي ادوية خاصة بالسرطان وان ما يعاني منه هو ارتجاف اذيني في القلب وان يتعاطي الادوية بانتظام. وقال المصدر ان مبارك "يتمارض" ، موضحا ان الحالة الصحية لرموز النظام السابق متدهورة لانهم من كبار السن ويعانون من امراض السكر والضغط والاكتئاب. واشارالى ان جمال وعلاء وسرور مصابون بالاكتئاب وان صفوت الشريف مصاب بالسكر وسرطان البروستاتا وان زكريا عزمي مصاب بضغط الدم المرتفع . واضاف المصدر :" ان ادارة الخدمات الطبية بوزارة الداخلية وفرت مجموعة من الاطباء المتخصصين للعمل في مستشفى سجن طره طوال ال24 ساعة وزيادة حصة الادوية المعالجة للضغط والسكر والاكتئاب. فيما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر اليوم السبت عن مصدر طبي بمستشفى شرم الشيخ قوله: إن حالة الرئيس المصري السابق حسني مبارك الصحية والنفسية ساءت في أعقاب تمديد فترة اعتقاله وإجراء التحقيقات معه أمس وأنها غير مستقرة". وأكد المصدر الطبي أنه تم منع الزيارة عن مبارك، وأن الفريق الطبي أكد استحالة نقله من مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى مستشفى سجن طرة. ورجح المصدر أن يتطابق الرأي الطبي للأطباء المعالجين ورأي الأطباء الشرعيين المكلفين بالبت في إمكانية نقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة. لا للعفو من جهته أكد عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري " اننا لن نعفو عن الرئيس السابق حسني مبارك فى حال ثبوت التهم الموجهة إليه، لأن ذلك يتنافى مع العدل الذى ننشده جميعا ويتنافى مع الدين والشرع فليس فى الإسلام إذا سرق الشريف تركوه". وقال فى حديثه مع صحيفة "عكاظ" السعودية والذي تنشره غدا الأحد: "ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في مثل ذلك لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، وطبق شرع الله فيها منوها إلي أن محاكمة مبارك حق المصريين ولا يمكن التساهل فيه. واشار شرف الى أن هدف حكومته والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، هو تحقيق "العدل "الذى افتقده المصريون طوال ال 30 عاما الماضية. تجديد الحبس وكان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الجمعة قرر تجديد حبس مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التى تجرى معه بمعرفة النيابة على أن يبدأ تنفيذها اعتبارا من نهاية حبسه السابق. وأوضح المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمى للنيابة العامة أن عددا من أعضاء النيابة بمكتب النائب العام انتقلوا امس الجمعة إلى مدينة شرم الشيخ وقاموا باستكمال استجواب الرئيس السابق بمستشفى شرم الشيخ فى حضور محام. وذكر السعيد أنه تم خلال التحقيق مواجهة الرئيس السابق حسنى مبارك بما توافر خلال المرحلة الماضية من أدلة والاستماع إلى أقواله بشأن وقائع الاعتداء على المتظاهرين، خلال تظاهرات 25 يناير السلمية، وكذلك مواجهته بما شاب إجراءات التفاوض مع وزير البنية التحتية الإسرائيلى والتعاقد على تصدير الغاز إلى دولة إسرائيل بسعر متدن يقل عن الأسعار العالمية مما ترتب عليه الإضرار بمصلحة البلاد. وأشار السعيد إلى أن النيابة العامة ستوالي استكمال التحقيقات فى الوقائع المنسوبة إلى الرئيس السابق ونجليه، وستعلن ذلك للرأي العام فى حينه. وكانت اللجنة القومية لتقصي الحقائق، قد اتهمت الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالمسئولية سواء "بالمشاركة او بالصمت" عن قتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية المصرية التي اطاحت بنظامه. وكانت الحكومة المصرية شكلت تلك اللجنة عقب اسقاط مبارك في 11 فبراير/ شباط للتحقيق في مقتل المتظاهرين في الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس المصري. وجاء في تقرير اللجنة ان 846 من المحتجين قتلوا خلال المظاهرات، كما قتل 26 من رجال الامن بينما تخطت الإصابات 6467 حالة حتى 16 فبراير/شباط الماضي. وخلص التقرير الى ان معظم الضحايا قتلوا باطلاق الرصاص على الرأس والصدر، ما يعني استخدام قناصة. وكان النائب العام قد أصدر قرارا الاسبوع الماضي بحبس مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق معه بتهم تتصل بقتل متظاهرين واهدار المال العام. وكلف النائب العام الخميس كبير الاطباء الشرعيين ببحث امكانية نقل الرئيس السابق من مستشفى بمنتجع شرم الشيخ الي يطل على البحر الاحمر الى سجن بالقاهرة.