كشف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أثناء شرحه للتغير في سياسة بلاده إزاء العلاقات مع الحركات الإسلامية في الخارج عن تعرض فرنسا للخداع من الزعماء العرب الذي صوروا هذه الحركات على انها الشيطان. وقال وهو يشير الى بطء رد فعل فرنسا ازاء الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر في اواخر العام الماضي "صدقناهم والآن يمكننا ان نرى النتيجة". وأشار جوبيه إلى ان فرنسا منفتحة للحديث مع أي حركة اسلامية في الخارج تنبذ العنف مشيرا الى تغير في السياسة في مواجهة انتفاضات شعبية في انحاء الشرق الاوسط. ويشير هذا التغير في السياسة الذي يمثل خروجا عن سابقة دعم الزعماء العرب الاصدقاء للغرب كحصن ضد التطرف الاسلامي الى ان فرنسا تريد بناء علاقات مبكرة مع جماعات سياسية يمكن ان تتولى السلطة في بعض دول الشرق الاوسط بمجرد ان ينقشع الغبار من الاضطرابات السياسية. وقال جوبيه لمجموعة من الصحفيين في باريس "نحن مستعدون للتحدث مع الجميع". واضاف "دعونا نتحدث الى الجميع ودعونا نتحدث الى "جماعة" الاخوان المسلمين". وكانت الدول الغربية ومن بينها فرنسا تنظر بريبة الى الحركات الاسلامية الشهيرة مثل الاخوان المسلمين لاسباب منها تحذيرات من زعماء الحكومات في الدول التي ترسخت فيها تلك الحركات. وكان ينظر الى فرنسا منذ فترة طويلة كصديق للشعوب العربية بسبب انتقاد السياسة الاسرائيلية في عهد الرئيس الراحل شارل ديجول واستضافة ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ومعارضة غزو العراق في عام 2003 . وكان ساركوزي مؤيدا علنيا لاسرائيل وانتهج موقفا براجماتيا فيما يتعلق بالزعماء العرب المستبدين مثل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي غالبا ما كان يوصف في فرنسا بالاصلاحي المعتدل. واللهجة الدبلوماسية الجديدةلفرنسا توحي بأن ساركوزي يفضل الطموحات الديمقراطية -- على امل اقامة علاقات مع جيل جديد من الزعماء -- على الاستقرار. وقال دبلوماسي فرنسي طلب عدم نشر اسمه "حقيقة اننا فضلنا الاستقرار الذي تجلبه نظم استبدادية اتضح انه لم يكن خيارا جيدا لانه في النهاية اختفى الاستقرار". والتركيز بدرجة أكبر على الطموحات الديمقراطية سيسر على الارجح الولاياتالمتحدة مادام لا ياتي على حساب دعم فرنسا لاسرائيل. وقال دبلوماسي غربي "انه يسير في نفس الخط الذي نريد ان نسمعه". وسلط محللون الضوء على الجانب المحلي وراء تصريحات جوبيه قائلين ان ساركوزي -- الذي لا تزال شعبيته تبدو مخيبة للامال قبل عام من انتخابات الرئاسة -- يريد ان يمد جسورا مع المهاجرين في فرنسا. وغضب كثير من المسلمين في فرنسا لحظر النقاب الذي قدمه ساركوزي والجدل في الاونة الاخيرة في الحكومة بشأن العلمانية في المجتمع الفرنسي. وقال باسكال بونفيس الباحث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "الان جوبيه يحاول في الحقيقة بناء صورة ايجابية لفرنسا في العالم العربي وفي قلوب وعقل العرب في كل مكان".