أكد الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم أن ما يقوم به الغرب الآن من تدخل في الشأن الليبي وغيره هو من منطلق حماية المصالح الغربية في تلك الدول ليس إلا. ونقلا عن موقعه على الشبكة العنكبوتية فقد استهجن د. العمر ما يقوم به بعض الصحفيين من إحسان الظن بتلك الدول بتصويرهم كأنهم أصحاب مبادئ يعطفون على الضعيف، والحقيقة أنهم غير ذلك بدليل ما ارتكبته تلك الدول من مجازر في كل من العراق وأفغانستان، وصمتها عما يحدث في فلسطين منذ عشرات السنين. وأوضح الشيخ العمر في درسه الأسبوعي الأحد بمسجد خالد بن الوليد بحي الروضة في مدينة الرياض أن الولاياتالمتحدة وحلفائها ليس لهم مبادئ ثابتة بل لهم مصالح ثابتة، مستدلاً في ذلك بتخلي الولاياتالمتحدة عن بعض حلفائها الأقوياء في المنطقة كشاه إيران قبل 30 سنة، وحلفائها في مصر وتونس حديثًا، الذين تخلت عنهم في أحرج اللحظات، وستتخلى عن غيرهم إن اقتضت مصلحتها ذلك. وقال أنه لا يجب أن نحسن الظن في تدخلهم فهم يدرسون الأمر وبمقدار ما سيكسبونه يقررون. في السياق ذاته، شدد د. العمر على أهمية قراءة الأحداث من منطلق الكتاب والسنة والسنن الكونية، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة النساء "أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" ثم الآية التي تلتها "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" وكذلك في قوله تعالى بسورة الكهف "وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا"، والتي تدل على ضرورة استفتاء أهل التخصص والعلم. كما انتقد الشيخ العمر ما يسميه بعض الكتاب ب"هزال أو ضعف" التحليل العقدي، متسائلاً: "ماذا جنينا من التحليلات البعيدة عن العقيدة؟ بل التحليل العقدي هو الصحيح على مر الزمن لأنه من عند الله" وتابع مستشهدًا بالآية الكريمة "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" وجدد الدكتور العمر تأكيده على أن مايجري الآن سببه الظلم في كل البلاد التي تشهد ثورات حتى في البحرين مع مراعاة ما حدث من استغلال للظلم فيها من جانب الروافض الذين لا يريدون تصحيح الأوضاع بل يريدون إضافتها لإيران كدولة صفوية كي تكون شوكة وسط دول الخليج. وأشار فضيلة الدكتور العمر إلى قول شيخ الاسلام بن تيميه: "إن الله يبقي الدولة العادلة وإن كانت كافرة ويهلك الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة"، محذرًا في الوقت ذاته من قصر الظلم على الرؤساء أو الحكومات فقط، بل ينبغي أن يحاسب كل منا نفسه في هذا الأمر الزوج في بيته، وصاحب العمل في عمله، والوزير في وزارته والأمير في إمارته...