وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة تلقى تهديداً بالقتل على جواله الشخصي. ووفقاً لصحيفة "المدينة" السعودية، نشر "خوجة" على صفحته على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي رسالة قال إنها وصلته على جواله الشخصي، و"تتضمن تهديداً علنياً بالقصاص أي القتل، والدعاء عليه بشكل غير مقبول إطلاقاً". واعتبر العضو السابق في مجلس الشورى السعودي المفكر الدكتور محمد آل زلفة عضو أن هذه الرسالة وما فيها من محتوى هو "عمل مشين وأسلوب غير ثقافي، ولا حضاري ولا أخلاقي". وبحسب صحيفة "المدينة" تساءل "آل زلفة" قائلاً "ما الذي فعله وزير الثقافة والإعلام حتى يُدعى عليه بهذا الأسلوب المشين؟.. ما الشيء الذي يُوجب هذا الكلام؟". يذكر أن الوزير السعودي ومنذ افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب الذي بدأت فعالياته الأسبوع الماضي دخل أكثر من مرة في مشادات كلامية مع مجموعة من الأشخاص وصفتهم الصحافة السعودية ب "متشددين" و"محتسبين"، وقال أحدهم للوزير في اليوم الأول للمعرض إن "ما يعرض بوسائل الإعلام في ذمتك"، وسط احتجاج منهم على المعرض، الأمر الذي رد عليه الوزير بقوله "شكراً، جزاك الله خيراً". وأدت الفوضى في اليوم الأول للمعرض إلى اشتباك رجال الأمن مع أولئك الأشخاص - وعددهم نحو 30 - وإخراجهم من المعرض، والقبض على 3 منهم، مما أدى إلى تجمعهم خارج المعرض، مهددين بأن "ما سيحدث غداً (اليوم الثاني) سيكون أعظم". وقال بعض أولئك "المحتسبون" إن بعض الكتب المعروضة في المعرض هي من أعمال " كفرة مصيرهم جهنم"، معترضين على بيع كتب يقولون إنها تتعارض مع تعاليم الإسلام. وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد صرحت أكثر من مرة أن هذه "الفوضى" أحدثها محتسبون لا ينتمون إلى جهاز الهيئة نهائياً. ويوم السبت الماضي - اليوم الخامس للمعرض - قال أحد "المحتسبين" للوزير نفسه "أنت ما تستحي، كيف تخلي المرأة تدخل وتتحدث لهن"، كرد على السماح بدخول النساء إلى المعرض. وقال شاهد في اليوم الأول للمعرض، إن المقتحمين سألوا وزير الثقافة "كيف سمحت بإقامة معرض كهذا؟"، وقالوا إن بعض الكتب المعروضة هي من أعمال " كفرة مصيرهم جهنم". ووفقاً لصحيفة "الحياة"، قال آل زلفة "هل معرض الكتاب هو صالة رقص أو موضع مخالفة لأمر مشروع؟ إن هذه الرسالة لا يقبلها عقل، ولا منطق، ولا شك أن معالي الوزير يمتلك الشجاعة والمكانة الراقية وهو بثقافته وحضارته وبعمق تحمّل مسؤوليته لا ينظر إلى هذه الأمور بعين الاعتبار، وقد تعودنا هذه الأمور من مثل هؤلاء الذين يتجرؤون على الآخرين بدون منطق أو وعي حقيقي". من جانبه، استنكر عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً الدكتور سعود الفنيسان هذا العمل، وهذه الرسالة المجهولة التي وصلت لوزير الثقافة والإعلام، وقال "إن مثل هذا الأمر لا يجوز، فهو ليس بأسلوب شرعي، ولا دعوي في هذا الجانب حتى وإن كان مع إنساناً عادياً، فضلاً مع مسؤول".