كشفت مصادر مطلعة في القاهرة مساء الاثنين أنه تم اختيار رئيس مجلس الدولة الأسبق في مصر المستشار طارق البشري رئيسا للجنة صياغة الدستور الجديد. والمستشار طارق البشري مؤرخ ومفكر فذ، له العديد من الكتب التي تعد بمثابة المراجع التي أرخت للحركة الوطنية في مصر قبل ثورة يوليو وبعدها، وكتاباته الفكرية والسياسية أثرت المكتبة العربية والإسلامية لقيمتها الفنية العالية. وقضى طارق البشري حياته المهنية قاضياً، وأنهاها وهو نائب رئيس مجلس الدولة، ورئيس الجمعية العمومية للفتوى والتشريع. وكانت العلامة الفارقة في حياة طارق البشري يوم تحول من العلمانية إلى الإسلام ويوم أن أصبح قيمة مضافة للفكر الإسلامي. ولد المستشار طارق البشري في الأول من نوفمبر سنة 1933م بحي حلمية الزيتون بمدينة القاهرة. ينتمي لأسرة عريقة اشتهرت بالعلم الديني والعمل بالقانون، وعائلته هي عائلة البشري التي يرجع موطنها إلى محلة بشر التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة شمال مصر. تولى جده لأبيه سليم البشري (1828-1914م) -شيخ السادة المالكية بمصر- منصب شيخ الأزهر، وكان عمه عبد العزيز البشري من أشهر أدباء مصر (توفى 1943م)، أما والده المستشار عبد الفتاح البشري فقد كان رئيس محكمة الاستئناف حتى وفاته سنة 1951م. تخرج طارق البشري من كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1953م بعد أن درس فيها القانون والفقه والشريعة على كبار علماء مصر، كالشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ على الخفيف والشيخ محمد أبي زهرة. عُين بعد تخرجه مباشرة بمجلس الدولة -واستمر في العمل به حتى أحيل إلى المعاش عام 1998م- نائبًا أول لمجلس الدولة ورئيسًا للجمعية العمومية للفتوى والتشريع. بدأ تحوله إلى الفكر الإسلامي بعد نكسة 1967م، وكانت مقالته "رحلة التجديد في التشريع الإسلامي" أول ما كتبه في الفكر الإسلامي، واستمرت بعد ذلك كتاباته الإسلامية حتى يومنا هذا. تتوزع كتاباته بين الفكر والقانون والتاريخ، وله عدد كبير من المؤلفات في هذه المجالات جميعًا. قائمة بأهم الكتب مرتبة بحسب تاريخ صدورها 1 - الحركة السياسية في مصر 1945 - 1952م، الذي صدر سنة 1972م . 2 - الديمقراطية والناصرية، صدر 1975م . 3 - سعد زغلول يفاوض الاستعمار : دراسة في المفاوضات المصرية - البريطانية 20 - 1924م، صدر سنة 1977م. 4 - المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية، صدر سنة 1981م . 5 - الديمقراطية ونظام 23 يوليو 1952 - 1970م، صدر سنة 1987م دراسات في الديمقراطية المصرية. 6 - بين الإسلام والعروبة - القسم الأول، صدر سنة 1988م . 7 - بين الإسلام والعروبة - القسم الثاني، صدر سنة 1988م . 8 - تحرير ومشاركة في منهج الثقافة الإسلامية بجامعة الخليج العربي وحمل عنوان: نحو وعى إسلامي بالتحديات المعاصرة، وصدر سنة 1988م. 9 - منهج النظر في النظم السياسية المعاصرة لبلدان العالم الإسلامي، صدر سنة 1990م . 10 - مشكلتان وقراءة فيهما، صدر سنة 1992م . 11 - شخصيات تاريخية، وهو إن كان صدر سنة 1996م، إلا أنه يحوى دراسات كان قد كتبها في فترات زمنية متباعدة وسابقة على هذا التاريخ [ أول دراسة كانت في سنة 1969م، وهي عن شخصية سعد زغلول، وآخرها في سنة 1994م عن مصطفي النحاس ] . سلسلة كتب " في المسألة الإسلامية المعاصرة " وابتدأ صدورها في سنة 1996م وتضم الكتب التالية : 1 - ماهية المعاصرة . 2 - الحوار الإسلامي العلماني . 3 - الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر . 4 - الوضع القانوني المعاصر بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي. والكتب الأربعة السابقة صدرت دفعة واحدة سنة 1996م، وأعيد ضمن نفس السلسلة إصدار الكتابين التاليين : القسم الأول من كتاب : بين العروبة والإسلام سنة 1998م وحمل نفس العنوان، أما القسم الثاني فقد ضُمت إليه دراستان، وحمل عنوان: بين الجامعة الدينية والجامعة الوطنية في الفكر السياسي وصدر سنة 1998م . بالإضافة إلى كتاب ( الشعب الواحد والوطن الواحد) بالمشاركة مع الأستاذين الدكتور مصطفى الفقى والدكتور وليم سليمان قلادة يشارك فى مئات الندوات والمؤتمرات ، وعادة ما يرأس هذه الجلسات وتكون الأبحاث التى يقدمها هى الورقة الأولى ، والتى تحظى بالاهتمام الأول. كما كتب مقدمات لعشرات الكتب الهامة التى مثل كل كتاب منها زلزالا فى مجاله. يصفه الأستاذ فهمى هويدى بأنه مرجع فى مسألة العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر.