هنأ الداعية السعودي المعروف الدكتور عوض القرني الشعب المصري بسقوط النظام السابق بتنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك معتبرا ما تم انتصارا على الاستبداد و الظلم والعمالة و الخيانة و الفساد بكل صوره و أشكاله و الحرب لله و رسوله، معتبرا أن هذه الثورة قد أعادت المباركة لأمتنا وجهها الأصيل و أملها في المستقبل المشرق بالوحدة و النهضة و التحرير . وقال القرني موجها حديثه للحكام العرب في تصريحات رصدتها "أنباؤكم": أقول لمن كان منهم له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد اصطلحوا مع ربكم و شعوبكم و تاريخكم و أصالتكم و انفضوا أيديكم من الركون لإسرائيل و أنصارها في الغرب و أغلقوا آذانكم و أبوابكم في وجوه الفاسدين من بطانة السوء و التفتوا لمصالح شعوبكم و حاجاتها و قضايا أمتكم و آمالها و اعلموا أن أمر الله إذا جاء لاراد له و أن أمريكا لايهمها عملاؤها إنما يهمها مصالحها. تجدر الإشارة إلى أن القرني عانى من النظام المصري السابق بسبب اتهامه بتقديم الدعم للإخوان المسلمون والحكم عليه بالسجن غيابيا، وفيما يلي تنقل "أنباؤكم" لقراءها الكرام نص رسالة الشيخ عوض القرني للشعب المصري. ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين ) د. عوض القرني تهنئة و تحية و إجلال و احترام لشعب مصر العظيم الذي توجه إلى قاعدة الاستبداد و الظلم والعمالة و الخيانة و الفساد بكل صوره و أشكاله و الحرب لله و رسوله فزلزل بنيانها و هز أركانها و جعل عاليها سافلها و قدم في سبيل ذلك من التضحيات الغالي و النفيس بصورة حضارية راقية بهرت العالم و أصبحت معلما تفخر به أمتنا في تاريخ البشرية المعاصر . لقد أعادت هذه الثورة المباركة لأمتنا وجهها الأصيل و أملها في المستقبل المشرق بالوحدة و النهضة و التحرير . لقد خلطت هذه الثورة الكثير من الأوراق و أعادت النظر في كثير من المفاهيم و غيرت ترتيب كثير من الأولويات . لقد فاجأ الشعب المصري النظام الظالم و مريديه من الفاسدين و المجرمين و مناصريه الإقليميين من الجهلة الساذجين و الخائفين و أسياده من الصهاينة و المستعمرين فأتاهم الله جميعا من حيث لم يحتسبوا و أعلن الشعب العظيم من أول يوم أهدافه المتمثلة في سقوط النظام و إلغاء قانون الطوارئ و تعديل الدستور أو تغييره و حل المجالس المزورة و إطلاق السجناء السياسيين فواجههم النظام البائد بالاعتقال و الحديد و النار و إطلاق وسائل إعلامه بالكذب والافتراء على الأخيار الأبرار من شباب مصر و اتهمهم بالعمالة لقوى خارجية و أجندة أجنبية و وقفت الأمة كلها وراء شعب مصر العظيم و وراء ثورته المجيدة إلا شراذم قليلة من الساسة و الإعلاميين الذين أرادوا أن يطفئوا نور الحق بظلام الباطل لكن عصر ثورة الاتصالات و الفضائيات كشفت الحقيقة و كانت همزة الوصل بين أفراد الشعب المصري و كذلك مع مناصريهم في كل مكان و مارس النظام من الأساليب القمعية الإجرامية مالم يخطر على بال أحد مما زاد حماس الناس و التفافهم حول أهداف الثورة النبيلة و استنصر النظام البائد و أشياعه في المنطقة بأمريكا و خوفتهم بأن البديل هو الفوضى أو الاسلاميين وألقت اسرائيل والصهيونية بثقلها وراء النظام العميل وترددت أمريكا بين الانحياز للشعب للحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه من مصالحها أو الانحياز إلى ضغوط الصهيونية و أنصار حسني مبارك في المنطقة و لذلك اضطربت قراراتها مما أوهم رأس النظام العميل أن في إمكانه المناورة و البقاء و قمع الشعب و ثواره النبلاء لكن ذكاء الثوار و زخم الجماهير و صلابة أرادتهم وقبل ذلك توفيق الله أسقطت كل المناورات و لم تنفع التنازلات الهامشية و تضحية النظام ببعض سدنته لحماية رأسه و بقاء جوهره و الالتفاف على الثوار أو جرهم إلى أعمال دموية تفرق الجماهير من حولهم و مازال الثوار ثابتين على مطالبهم مبادرين للاستجابة المناسبة للتطورات المتلاحقة حتى سقط رأس النظام ، و تحققت أولى الثمرات التي نادى بها الأحرار و في هذا المقام أوجه الرسائل الآتية :_ الرسالة الأولى لشعب مصر و ثورته المجيدة : أنتم الأساتذة لكنها مشاعر نحوكم أيها النبلاء ، إن الفرحة بسقوط الطاغوت عظيمة لكن لايجوز أن تشغلكم الفرحة عن الاستمرار في ثورتكم حتى تتحقق جميع أهدافكم ، لقد أنجزتم هدم أكثر بنيان الباطل و زيغه و زيفه لكن مخالبه القذرة و شباكه الخفية مازالت قائمة ، و ستحاول أن تسرق منكم إنجازكم و تضيع انتصاركم و تدخلكم في متاهات و صراعات لا حدود لها يدعمهم قوى عالمية و إقليمية و طوائف محلية . الرسالة الثانية للشعوب العربية و الإسلامية : لقد أثبت الشعب المصري أنه مهما كان جبروت الظالم ومهما كان بطشه و مهما كان الدعم له من الأعداء أنه أمام صبر وثبات و تضحيات الشعوب يتلاشى و يذهب و يضمحل و أن كيد الشيطان كان ضعيفا و أن الله لا يصلح عمل المفسدين و أن الباطل إلى زوال و أن الحق هو الباقي و لذلك لاتيأسوا و لا تضعفوا و لا تجبنوا و لا تتهوروا واعلموا أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم. الرسالة الثالثة إلى حكام العرب و المسلمين : أقول لمن كان منهم له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد اصطلحوا مع ربكم و شعوبكم و تاريخكم و أصالتكم و انفضوا أيديكم من الركون لإسرائيل و أنصارها في الغرب و أغلقوا آذانكم و أبوابكم في وجوه الفاسدين من بطانة السوء و التفتوا لمصالح شعوبكم و حاجاتها و قضايا أمتكم و آمالها و اعلموا أن أمر الله إذا جاء لاراد له و أن أمريكا لايهمها عملاؤها إنما يهمها مصالحها. الرسالة الرابعة إلى الغرب و بخاصة عقلائه من الساسة و المثقفين ؛ الغرب الذي شكل غطاء و حماية للاستبداد و الفساد و الظلم في منطقتنا مقابل قبول هذه الأنظمة بإسرائيل علنا أو إسرا حتى لو كان ثمن ذلك باهظا من مستقبل الشعوب و مصالحها . أقول لهؤلاء الغربيين إنكم بهذا السلوك الخاطئ تجنون على مستقبل مصالحكم و مصالح شعوبكم في هذه المنطقة الهامة من العالم . إن شعوبنا لن تقبل باستمرار أن يصادر حقها في الانتماء لهويتها و ثقافتها و الدفاع عن قضاياها و مصالحها و مستقبلها و وحدتها و نهضتها . إن أمتنا لن تقبل من الغرب دعمه للاستبداد و الفساد و انتهاك الحقوق و نهب الثروات . إن احترام خصوصيتنا و القبول بالشراكة معنا و التخلي عن روح الهيمنة و إعطاؤنا حق تقرير مصيرنا كعرب و مسلمين و عدم ازدواج المعايير في التعامل معنا ، و مع قضايانا هو الضمانة الوحيدة لقيام علاقة سليمة و نظيفة و طبيعية بين منطقتنا و الغرب و بخاصة أمريكا . نسأل الله أن يحفظ مصر و شعبها الحر الأبي من كل مكروه و أن يحقق لهم العز و السيادة و الأمن و التقدم .