مكة أون لاين - السعودية منذ 10 أشهر وتحديدا في يونيو الماضي بلغ سعر برميل النفط 107 دولارات، ولكن سرعان ما انهارت حتى بلغت مستويات 40 دولارا للبرميل. الانهيار كان مفاجئا وسريعا وتنوعت التحليلات ما بين اقتصادية منطقية وذلك بسبب زيادة المعروض وخاصة من النفط الصخري ورفض باقي المنتجين خفض إنتاجهم، نظرا لأن السوق لم يعد منظما كالسابق فأي خفض لإنتاج دول أوبك لن يخفض السعر، لأن هناك دولا كثيرة سوف تقوم بسد هذا الفراغ، فتزيد من إنتاجها دون أدنى احترام للاتفاقيات الدولية، فالكل يمر بظروف صعبة، والكل يريد أن يبيع، والكل يريد أن يحصل على المال في المقابل. بالتزامن مع هذه التفسيرات الاقتصادية المنطقية كان هناك طرح لمبررات سياسية فسرت الأمر على أنه حرب خفية لإخضاع بعض الدول عن طريق ضرب اقتصادها والذي يقوم على النفط. بغض النظر عن الأسباب ولكن الواقع يشهد أن هناك مستفيدا وخاسرا من هذا الانهيار، فهناك دول انخفض دخلها القومي وانخفض إنفاقها على مشاريع التنمية فارتفعت معدلات البطالة لديها، وهناك دول شهدت انتعاشا اقتصاديا حيث إن انخفاض أسعار النفط كان محفزا جيدا للنمو لديها. الجانب المظلم عاشته شركات النفط، فشركة شلمبرجير والتي تعمل في أكثر من 85 دولة قل عدد موظفيها بأكثر من 15% عن العام الماضي فقد سرحت 9,000 موظف بداية العام، والآن عادت لتسريح 11,000 موظف آخر بشكل مأساوي. وهناك أيضا شركة Baker Hughe والتي سرحت 7,000 موظف. نحن نتكلم عن شركات جعلت من معدل البطالة أقل من 1% في المدن التي تعمل بها، ولكنها في نفس الوقت تعمل في بعض حقول النفط التي لا تستطيع بيعه بالسعر الحالي المنخفض نظرا لارتفاع تكلفة استخراجه وهي قلقة من بعض التقارير التي كانت تشير إلى أن السعر سينخفض إلى 30 دولارا للبرميل. في المقابل ولله الحمد تكلفة استخراج النفط لدينا هي الأقل في العالم، ولذلك نحن قادرون على التصدي لأي حرب أسعار بالإضافة للاحتياطي النقدي الذي يجعل الصورة على المدى القصير والمتوسط مطمئنة جدا لدينا. الأوضاع متقلبة بشكل سريع في هذه الصناعة، فالأسعار عاكست التوقعات، والارتداد بات أقرب من المتوقع، فاليوم سعر برميل النفط قارب من 60 دولارا وأسهم شركات النفط بدأت ترتفع مجددا فخلال الشهر الأخير ارتفع سهم شركة Shell بحوالي 7% وشركة Tarnsocean بقرابة 30%. ارتفاع الأسعار رغم انتهاء فصل الشتاء مؤشر جيد ولكن دعونا ننتظر الصيف، فربما يكون مليئا بالأحداث الساخنة.