عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية عدم العلم ليس علماً بالعدم، هذه القاعدة تنطبق على حقيقة كثير ممن يسمون بالنخب قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وأخص تويتر على وجه الدقة، لم يجعلهم تويتر فارغين ومتعصبين وساذجين ، كل ما في الأمر أن حقيقتهم التي لم تكن معلومة للناس أصبح من السهل معرفتها أو استنتاجها من تغريدة لا تتجاوز المائة وأربعين حرفا، بعيداً عن الصور النمطية والمثالية المزيفة التي كانت هي كل ما يمكن أن يعرفه الناس عن «الرمز» الذي يظنونه آية من آيات الكمال .. وأكاد أزعم أن هذه مرحلة موقتة ستستمر لبعض الوقت لكن الزمن وحده كفيل بفرز كل شيء، والزمن صديق حقيقي، هو من يتكفل وحده بتعرية كل شيء مهما كانت محاولة إخفائه متقنة، قد يتأخر ولكنه يأتي حتماً في لحظة ما ويهدم صروح الوهم مهما كانت قوة وطريقة بنائها .. الناس يتفاجؤون في أول الأمر حين يرون «رموزا» في كافة المجالات، الثقافية والإعلامية والرياضية وغيرها وهم مجرد أدوات تحركها المصلحة أكثر من أي شيء، لديها القدرة على القفز من طرف إلى طرف، ومن الضد إلى الضد، ليس بحثاً عن الحق، بل بحثاً عن «المصالح». وسيصدم الناس حتماً حين يكتشفون أن رموزهم تلك بلا مبدأ، وأنهم مع من غلب أو من دفع أو من حقق مصلحتهم أياً كانت.. على الأرجح فإن هذه الدهشة وهذه الصدمة ستنتهي، وربما يكون الناس أكثر دقة في ثقتهم بمن يظنون أنهم «نخب» لكن هذا ليس أمراً مؤكداً على كل حال..! ثم أما بعد: ثقوا في الزمن، وسيتكفل بكل شيء!