عكاظ - السعودية بيروقراطية لا معنى لها تلك العملية التي تدفع بمصلحة التقاعد إلى استدعاء مئات الآلاف من المتقاعدين، ومنهم من تقاعد قبل عقد أو عقدين، ومطالبتهم بتعديل سجل أحوالهم المدنية بإحلال «متقاعد» محل مسمى الوظيفة التي كان يشغلها ذلك المتقاعد قبل تقاعده، وقد كان يكفي المتقاعدين عناء المراجعة لو أن مصلحة التقاعد بعثت بسجلاتها التي تضم أسماء المتقاعدين للأحوال المدنية فأجرت الأحوال ذلك التعديل، أو أن وزارة الخدمة المدنية أشعرت الأحوال المدنية بمن يتقاعد وبعثت إليها بقائمة المتقاعدين كل عام فدونت الأحوال ذلك في سجلاتها دون أن يتكلف المتقاعدون العناء، ودون أن تضيف مصلحة التقاعد إلى أعبائها عبء المطالبة بالمراجعة وسوء تهديد المتقاعدين بإيقاف معاشاتهم. غير أن البيروقراطية تبلغ مداها عند مراجعة المتقاعد لمصلحة التقاعد من أجل أن يحصل منها على خطاب للأحوال المدنية من أجل تغيير سجله من موظف إلى متقاعد، إذ أن مصلحة التقاعد لا تلبث أن تنفض يدها من المسؤولية وتطالب ذلك المتقاعد بالرجوع إلى الإدارة التي كان يعمل فيها قبل سنة أو عشرين سنة كي يحصل على ذلك الخطاب الذي يراجع بموجبه الأحوال المدنية، وكأن مصلحة التقاعد تقول له: لا نعرفك ولا تعرفنا وعليك مراجعة جهة عملك، رغم أن مصلحة التقاعد تحتفظ في سجلاتها بالخطاب الذي أحيل بموجبه ذلك المتقاعد إليها، وبدأت صرف معاشه التقاعدي بموجب ذلك الخطاب، ورغم أن صلة ذلك الموظف بالجهة التي كان يعمل بها قد انقطعت ولم يعد موظفا من موظفيها ولا عاملا ممن يعملون في أجهزتها، وقد كان خطاب من مصلحة التقاعد يحمله المتقاعد إلى الخدمة المدنية كفيلا بتخفيف عبء مراجعة جهة ثالثة هي جهة عمله، كما هو كفيل بعدم إشغال جهات العمل في مختلف الوزارات بمتقاعدين لم تعد لها بهم علاقة مذ طوت ملفاتهم وأحيلوا للتقاعد. بيروقراطية لا يفسرها إلا ما قاله صديقي محمود، وقد طالت مشاويره بين مصلحة التقاعد وجهة عمله حين كان يعمل والأحوال المدنية: شكلهم يا أخويا سعيد حسدونا على إننا مرتاحين وحبوا يشغلونا شوية. [email protected]