موقع تجارة الرياض ما أن تعلن قائمة أثرياء العالم سنويًا حتى تتطاول الأبصار لاستكشاف جديدها. القائمة الأخيرة شملت 1,645 مليارديرًا بمجموع ثروات بلغت 6,4 تريليونات دولار، دخل عليها 268 مليارديرًا جديدًا، منهم 42 امرأة ليبلغ عددهن 172 مليارديرية. لكن ماذا عن أثرياء أوطاننا؟ في عدد المليارديرات تربعت مصرب 8 مراكز على رأسهم «ناصف ساويرس» ب 6,7 مليارات دولار، فالسعودية أقل منها بمركز واحد، لكنها المركز الأول عربيًا من حيث حجم الثروات لمليارديريها السبعة التي تجاوزت ال 47 مليار دولار، ثم لبنان ب 6 مراكز، فالكويت ب 5 مراكز، ولتتساوى كل من الإمارات و المغرب 4 مراكز لكل منهما، ومركزين لعُمان، وأخيرًا الجزائر بمركز واحد. إلا أن ما يعني العامة في الغرب وعندنا هو ما نصيب الأعمال الخيرية من تلك الثروات. في الغرب منافسة صحية في الخيرات. «بيل غيتس» الذي تبرع بنصف ثروته منذ أعوام، استعاد لقب أغنى أثرياء العالم هذه السنة بثروته ال 76 مليار دولار. وبالتركيز على مساهمتهم في بناء اقتصاد وطنهم، نلحظ أن «جيتس» كان من مؤسسي «مايكروسوفت» هو و«بول آلان» في 1975م التي بلغ عدد موظفيها 97,000 في 2013، لكنه حتى وإن كان أثرى الأثرياء قارنوه ب«سام والتون» مؤسس أكبر متاجر التجزئة في العالم «وول مارت» في 1962م التي تشغّل اليوم أكثر من 10000 وحدة تجزئة في 27 دولة تحت 71 اسمًا تجاريًا، والنقطة المهمة أن عدد موظفيها (2,200,000) حول العالم (أي أكثر من 22 ضعف عدد موظفي مايكروسوفت)، لتتصدر «كريستي والتون» على قائمة أغنى نساء العام والتاسعة على مستوى العالم بثروة تبلغ 36,7 مليار دولار، وهي أرملة «جون والتون» ابن «سام والتون»، ويتبعها في القائمة بالمركز العاشر «جيم والتون» الابن الأصغر ل«سام والتون» بثروة تبلغ 34,7 مليار دولار. بمعنى أوضح..أنفقوا (نصف أموالهم) في الخيريات و عادوا أغنى الأغنياء! قاموا بتوظيف (الملايين) من الناس فاحتلوا مركزين في قائمة العشرة الأوائل! هنا نتساءل أين أثرياؤنا.؟.لا شك أن لكل منهم أعمالًا خيرية سرية وعلنية. لكن العلني منها لا يقارن بمستوى ثرائه كما تقارن تبرعات أغنياء الغرب بثرواتهم. واستثني من ذلك هذا العام خطوةً أكثر من رائعة قام بها مؤخرًا ثريٌ سعودي (حمد الغماس) بتبرعه بعقار ضخم في مكة قُيّم ب 1.2 مليار ريال لأعمال الخير. وربَّ قائلٍ إن أثرياء الغرب يتبرعون بأموال كانت ستؤول لمصلحة الضرائب. أي مكره أخاك لا بطل. لكن في المقابل نذكّر أن المجازي على تبرعات المسلمين الخيرية هو الرزاق المتين أكرم الأكرمين. معه التجارة الرابحة حقًا. وبدونه يكونون أثرياء.. بلا (ثروة) حقيقية. فأيّ الطريقين أجدى و أنفع؟ @DowidarEihab [email protected]