مكة أون لاين - السعودية مدير مكافحة العدوى بوزارة الصحة الدكتور عبدالله عسيري وهو يكشف عما أسمته صحيفة (الوطن) أسرار أسباب انتشار (كورونا)، أنحى باللائمة وبصورة واضحة على مستشفى الملك فهد بجدة، (فالمستشفى كما قال عسيري لم يكتشف إصابة حالتين مصابتين بالفيروس إلا بعد ستة أيام من تنويمهما في طوارئ المستشفى، أما الممارسون الصحيون فقد أهملوا في استخدام وسائل الوقاية لأنهم يجهلون أهميتها مما اضطر الوزارة للتعاقد مع شركة (أرامكو) لإقامة دورات توعوية لهؤلاء الممارسين الجهلة، هذا بالإضافة إلى أن الفيروس - قاتله الله - كان في أنشط حالاته وفي أعلى مؤشراته). ويبدو أن هذا الفيروس اللعين علم عن الحال المزرية في مستشفى الملك فهد فقرر أن يعيث فسادا! أول فائدة يمكن الخروج بها من حديث الدكتور عسيري أن الأطباء الخمسة والاثني عشر ممارسا صحيا الذين أصيبوا بالمستشفى - رحم الله من مات وشفى الباقين - إنما أصيبوا بسبب جهلهم بسبل الوقاية، والفائدة الثانية أن الوزارة بقضها وقضيضها بما فيها مكافحة العدوى وإدارة الطب الوقائي غير مؤهلة لتدريب منسوبيها على سبل الوقاية فاستعانت بأرامكو، والأدهى من ذلك أن الوزارة مكنت هؤلاء الجهلة من العمل قبل أن تطمئن لمستوى تأهيلهم أو تدربهم، والفائدة الثالثة أن هذه الحال المتمثلة في عدم القدرة على اكتشاف أول إصابتين مع جهل الممارسين الصحيين تخص مستشفى الملك فهد بجدة الذي أقيل مديرها ونائبه بتغريدة في تويتر، وكأن الدكتور عسيري يبرر تغريدة الوزير الجديد المكلف ويدين وزيره السابق الذي لم يتخذ نفس الإجراء، وفي نفس الوقت يبرئ ساحة إدارته وإدارة الطب الوقائي ويبرر عجزهما في القيام بدورهما قبل أن تقع أي فأس في أي رأس. لا أظن عدم القدرة على اكتشاف الفيروس خاصية انفرد بها مستشفى الملك فهد، فكل المستشفيات الحكومية - يا دكتور عسيري - هي كما تعرف إضافة إلى ما قيل من صعوبة الاكتشاف في البداية، أما جهل الممارسين فإن كان خاصا بالمستشفى فمعناه أن الوزارة نفسها تستهدف المستشفى، وإن كان جهلا عاما في كل مستشفيات الوزارة، فإن الوزارة نفسها مستهدفة من قوى خارقة تضللها عن القيام بواجباتها، وهي بحاجة إلى (رقاة محترفين) يرقونها وينفثون عليها، وبالزيت المقروء فيه أو عليه يدهنون إدارتي مكافحة العدوى والطب الوقائي حتى يشفيهما الله مما أصابهما من عين شلت قدراتهما عن التحرك في الوقت والمكان المناسبين إلا للحديث والتنظير والتبرؤ من المسؤولية. المهندس عادل فقيه دخل غابة وزارة الصحة متحمسا، وأرجو أن يوفق في تنظيف دهاليزها وكواليسها ممن يعوق طرق المخلصين فيها وهم كثر قطعا، لكنهم يحتاجون لمن يضع (ساهر) صحي يضبط كل من يضع الأشواك في طريق المخلصين هؤلاء، ويخلصهم من محترفي التبرؤ من المسؤولية.