اليوم - السعودية تعتبر امريكا اكبر مستهلك للنفط وللغاز الطبيعى بالعالم. ومع التطور الكبير بأساليب الحفر وانتاج النفط والغاز غير التقليدي اكتفت امريكا ذاتياً من الغاز الطبيعي بل وستصبح من اكبر خمس دول في تصديره. وأما النفط فلا تزال امريكا مستوردا رئيسا له، اذ يتراوح الاستهلاك الامريكي للنفط حول معدل 19 مليون برميل باليوم وذلك من عام 2011م وحتى 2016م. ولقد ارتفع الانتاج الامريكي للنفط من 7.4 مليون برميل في عام 2013م الى 8.4 مليون برميل يومياً حالياً ويتوقع ان يصل الانتاج في العام القادم 9.2 مليون برميل باليوم. وهذا بسبب الارتفاع الكبير في انتاج الزيت الصخري ليصل الى حوالي 3.2 مليون برميل باليوم. وتتوقع وكالة معلومات الطاقة الامريكية ان ينخفض الاستيراد الامريكي للنفط ومشتقاته في المستقبل القريب الى حوالي 6-8 ملايين برميل باليوم بعد ان كانت امريكا تستورد اكثر من 70% من حاجتها للنفط ومشتقاته فى عام 2006م. وبحسب ادارة معلومات الطاقة الامريكية فان الولاياتالمتحدة استوردت في عام 2008م حوالي 13 مليون برميل باليوم من النفط ومشتقاته وبدأت هذه الكمية بالانخفاض لتصل في عام 2013م حوالي 9.8 مليون برميل باليوم. واذا ما تم تسليط الضوء على اهم الدول المصدرة للنفط الى الولاياتالمتحدة ومدى تأثرها بظاهرة النفط الصخري لوجدنا ان الدول الافريقية مثل الجزائر ونيجيريا وانغولا قد تضررت بشكل كبير. وذلك لتشابه مواصفات نفطها مع الزيت الصخرى الامريكي المنتج لقلة الكبريت وخفته. فلقد وصل استيراد الولاياتالمتحدة من نفط هذه الدول الثلاث فى عام 2009م قبل طفرة الزيت الصخري الى حوالى 1.8 مليون برميل باليوم وانخفض هذا الاستيراد فى عام 2013م الى حوالي 613 الف برميل باليوم. وهذا يعني ان الولاياتالمتحدة قد خفضت استيرادها للنفط الافريقي بحوالي 66%. وانخفض استيراد امريكا من النفط العراقي ايضاً لنفس الفترة بحوالى 100 الف برميل باليوم والنفط الفنزويلي بحوالى 300 الف برميل باليوم. اما بالنسبة للنفط السعودي فلوحظ وجود اتجاه معاكس فلقد ارتفع الاستيراد الامريكي لنفط المملكة بحوالي 300 الف برميل باليوم ما بين عامي 2009م و2013م لتصبح المملكة بذلك اكبر مورد للنفط للولايات المتحدة من خارج امريكا الشمالية. وثاني اكبر مورد للنفط للولايات المتحدة بعد كندا حيث سهولة نقل النفط بالانابيب من الشمال الى الجنوب. ولقد ارتفع الطلب الامريكي على النفط السعودي بسبب وجود 3 مصاف كبيرة، مشتركة بين ارامكو السعودية وشل على الاراضي الامريكية. تملك المملكة اكبر احتياطي للنفط التقليدي بالعالم وهي قادرة بثقلها السياسي والاقتصادي الكبير على استقرار اسواق الطاقة العالمية. ولقد ادمنت امريكا النفط ولن تستطيع التخلي عنه رغم سعيها الحثيث لتطوير البدائل. ان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتى تمتد لاكثر من 70 عاما تقوم على المصالح المشتركة والتبادل التجاري المثمر لاسيما وان التبادل التجاري بين البلدين قد وصل الى حوالي 70 مليار دولار سنوياً ويستحوذ تصدير النفط على حوالي 70% منه. لا شك ان زيارة الرئيس اوباما للمملكة هي تجسيد للمكانة العالمية التي تتمتع بها المملكة على كل الاصعدة.