الشروق - القاهرة لا أهتم على الإطلاق لاعتذار عن الاقتباس «وهى اللفظة الأكثر تهذيبًا لوصف السرقة» قدر ما أهتم لاعتذار مستحق لم يصدر بعد عن الاستخفاف بالعقول والاستهانة بأفهام الآخرين. والذى يثير حفيظتى أكثر وأكثر باعتبارى من قراء الشروق الذين اعتذر لهم د.باسم، أن يكون الاعتذار مُستخفا هو الآخر بنفس العقول التى احتقرها ابتداء ..... «يوم الثلاثاء هو أصعب أيام الأسبوع بالنسية لفريق (البرنامج)، حيث يتم فيه إنهاء كتابة الحلقة وتحضير الضيوف لليوم الثانى، ولذلك يحدث فى بعض الأحيان، أن يسقط سهوا بعض من النقاط من مقالتى الأسبوعية فى الشروق» هكذا قال باسم معتذرا. لن أتوقف فاغر الفاه مشدوها أمام اعتذار بعيد تماما عن قضية السرقة الفكرية ثم محاولة اخفائها بقصة السهو فى العزو إلى المرجع «وهى القصة السخيفة بدورها لمن يدرك الفارق بين نسخ مقال كامل وبين اقتباس فكرة أو معلومة ثم الإشارة إلى مصدرها» لكننى فى الحقيقة متوقف ٌأمام نقطتين جوهريتين نسفا مصداقية الاعتذار من قواعدها. أمّا الأولى فتلك المتعلقة «بيوم الثلاثاء»... حاول باسم بحديثه عن ازدحام يوم الثلاثاء بعمل فريق «البرنامج» أن يستدر عطف جمهوره مستدعيا تعلق عقولهم اللاواعية ببرنامجه الشهير ؛ متوهما أن بريق هذا سيطغى على تلك، لا بأس... لكن فاته أن المقال المسروق الذى هو موطن المشكلة لا يتعلق أصلا بيوم الثلاثاء... عزيزى لا يخفى على أحد أنك ترسل مقالتك إلى الجريدة يوم الاثنين على أقصى تقدير وإلا فلن تدرك الطبعة الورقية... «ألمح شبح ابتسامة ساخرة على شفاه زملائى فى الجريدة الذين أرهقهم مرتين أسبوعيا بإرسالى المقال فى آخر لحظة ممكنة..بعد كده هقولكم ماليش دعوة هبعت المقال يوم الثلاثاء زى باسم»! والنقطة الثانية أنك يا عزيزى وصفت ما حدث بالسهو، وهو ما ليس صحيحا بالمرة، إلا لو قصدت السهو فى حبك قصة مناسبة تخرجك من ورطة الاستهانة بعقول المصريين أو على الأقل جمهورك منهم. أنت أولا أضفت سطرا إلى نهاية مقالك أقصد مقال بن جودا على الموقع الإلكترونى لمَّا تنبهت إلى افتضاح الأمر ولم تعتذر إلا بعدما واجهك جمهور تويتر بأنك للتو قد عدَّلت فى الموقع وفاتك أن الطبعة الورقية تخلو من إضافتك المستحدثة، فاعتذرت عن سهو كما سميته ولم تعتذر عن استخفاف كهذا. لست ممن يتصيد الأخطاء مثلك يا عزيزى، وإلا فمقالاتك السابقة تطفح بتدليس وجهل ومغالطات منطقية تثير الغثيان ليس أولها ما استدركته أنت على نفسك فى أغلوطة خليج الخنازير لكننى شخص ظل يؤيدك وأنت ترفض الاستخفاف بالعقول وتشنع على سدنة معابد الخرافة، ثم استشاط غضبا لما وجدك كبيرهم الذى علمهم السحر!