الرأي السعودي - السعودية منذ أن أصبحنا وشركائنا في الحياة "الجن" نتبادل الأدوار في مسألة التسميات كأن نستخدم أسمائهم أحياناً لتسمية أبنائنا، ونحن "الإنس" نتعايش مع "الجن"، ونبني علاقات قوية قد تؤتي ثمارها في شتى مناحي الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية وربما العسكرية. وكالة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية -مشكورة- سعت إلى الحد من تجاوزاتنا على شركائنا في الحياة "الجن" كوننا نستخدم بعض الأسماء التي يتميزون بها على مستوى الجن النساء، فأعلنت مؤخراً عن قائمة أسماء ممنوع التسمية بها من بينها تلك الأسماء. أما كاتب الخبر لدى وكالة الوزارة والمدقق بعده وكل الذين اطلعوا عليه واعتمدوا نشره، يبدوا أن لديهم أولويات اجتماعية قبل الأولية الدينية إذ تعمّدوا تقديم الشأن الإجتماعي على الشأن الديني حين نص البيان قائلاً: "أكدت وكالة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية على منع 50 اسماً لمواليد الأسر في المملكة لتضاربها مع العادات الاجتماعية أو الدينية".. وهنا قدّمت الوكالة المعنية بالأحوال المدنية للإنس العادات الإجتماعية على الدينية وهذا الأمر قد يكون هو المبرّر الأقوى للمنع! أنا لا أشك في إنسية كاتب الخبر ولا أن يكون أحد الشركاء مع إخواننا الجن، ولكن يبدوا لي -والله أعلم- أنه قد تعاطف كثيراً معهم، فالأسماء الموجودة في قائمة الأسماء الممنوعة بعضها أسماء "جن"! وهو يعلم جيداً أننا يا معشر الإنس قد طغينا كثيراً حتى دخلنا عالم الجن واستحلينا أسمائهم وقد يتطوّر الأمر لأن نحتل عالمهم المُغلق المُغري! أقول ما تسمعون، وأزيد على ذلك بقول وزير الإسكان مؤخراً حينما أكّد للعربية بأن تسليم المساكن للمتقدمين عبر البوابة الإلكترونية "إسكان" سيكون بعد 7 أشهر فقط! وعلى ذكر السكن والمسكن.. ومفاجأة قصر المدة الزمنية -على غير العادة- في تنفيذ المشاريع التنموية، لا بأس أن تلجأ وزارة الإسكان للمقاولين الجن أو المستثمر الأجنبي ذو الخبره من جنسهم، كي يصدق وعد الوزير.. سكّنهم مساكنهم يا رب !