الوطن - السعودية بالصدفة المحضة، ساقني الريموت سوقا، إلى قناة ليبية اسمها "lic" الدولية الليبية، وهي قناة أصادفها للمرة الأولى، بينما ضيف برنامجها "حق الرد" في تلك اللحظة صادفه الناس، مرات ومرات، حتى أصبح جزءا من وجدانهم الفني. ضيف البرنامج كان، النجم الكوميدي الكبير سعيد صالح، وهو كان في مواجهة اتهامات وتُهم متعددة، واجهه بها مقدم البرنامج، ليس أصغرها انتهاء نجومية وتميز سعيد صالح في الوسط الفني، وليس أكبرها، تهمة التخابر مع أجهزة مخابرات عربية. مصيبة بعض إعلاميينا العرب، وبالذات المختصون بنقاش الشأن الفني، أنهم لم يفهموا طينة سعيد صالح الفنية، وتكوينه البسيط، كابن لثقافة الشارع المصري البسيط، وهي مشكلة يواجهها عادل إمام أيضا، كيف لا، وهو قد تربى في نفس الحارة التي كبُر فيها سعيد صالح، الحارة التي أنجبت عملاقين كبيرين، في عالم الكوميديا. أقول، إن مصيبة هؤلاء الإعلاميين، أنهم لم يفهموا تكوينهما الفني والثقافي والحياتي، لذلك يواجهونهما بأسئلة معقدة، مما يجعلهما ينفران أو يسخران من نمط الأسئلة تلك، وهذا ما لم يحدث في حلقة سعيد صالح، إذ كانت الأسئلة بسيطة لكنها هامة، مما جعل سعيد صالح يتجلى في التعامل معها، فكان حوارا جميلا ونادرا، وخفيف الظل. رغم كل ما يُقال عن سيرة سعيد صالح، في التلفزيون والمسرح والسينما، ورغم كل ما يُثار بغية تقزيم حجمه، وتقليل قيمته الفنية، إلا أنني أراه أحد أهم من مروا في تاريخ الكوميديا العربية، توازيا مع الريحاني وعادل إمام ومحمد صبحي، وسلسلة من الأسماء المهمة، رغم تباينهم في اللون الكوميدي، والطعم الخاص لكل منهم.