مال - السعودية حظيت المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات بإهتمام بالغ لدى الدول الغربية القائمة على الديموقراطية خلال الثلاثين سنة الماضية، وتعددت أشكالها في مؤسسات تلك الدول بين المشاركة في القرار الإقتصادي أو الصحي أو غيرها من القرارات، وبلا شك فإن أفضل نتائج يمكن تحقيقها من مشاركة الشعب في صنع القرار هي إرضاء الشعب نفسه، ويكون المواطن فيها هو المستخدم النهائي. في السعودية اليوم يتم طرح آلاف المشاريع الإنشائية سنويا، ويمس المواطن منها النسبة الأكبر، غير أن تلك المشاريع لم يؤخذ فيها رأي المستفيد النهائي أثناء تصميمها والتخطيط لها، فهذه مشاريع المستشفيات تصمم من خلال خبرات الموظفين والمهندسين والمستشارين فقط ، ولو أن متخذ القرار ابتدأ برأي المرضى واحتياجاتهم لكان التصميم والمخرج النهائي للمشروع في أفضل وأرقى صوره ولكانت المستشفيات بيئة رائعة لتلقي العلاج ومحفزا للمرضى للتعافي. ويقاس على ذلك مشاريع المدارس مثلا، فالمسح الميداني على عينة من المعلمين والطلاب واستقصاء أرائهم له الأثر الأبرز على تطوير بيئة التعليم لدينا، ويمكن لكل من مدير الادارة الهندسية أو متخذ القرار إجراء اجتماع موسع مع المستفيدين من المشاريع قبيل تصميمها والتخطيط لها وذلك للخروج بمنتج صحيح ونافع للمستفيدين. إن وزارات ومؤسسات الدولة اليوم أمام فرصة عظيمة ومصدر مهم للمعلومة الدقيقة وهي (رأي المواطن)، وبإمكان أي من تلك الجهات أخذ زمام المبادرة وتفعيل دور المواطن في التخطيط للمشاريع التنموية، وليكن للمواطن رأي في تصميم مشاريع المدارس والمستشفيات والمترو والاحوال المدنية والاسكان وغيرها، ولنبدأ بعقد ورش العمل مع المواطنين ونشر نتائجها أمام العامة في الصحف ومواقع التواصل، وخلق تفاعل إجتماعي كبير يُسخر لتنمية الوطن بشكل مثالي، ولنبتعد عن تبني القرارات الانفرادية وكأن رأي المواطن لا يهم.