مال - السعودية ميزانيات تُرصد، وصناديق تنفق، ولم نستطع إيجاد أعمال تدرّ قوت يوم شريحة كبيرة تعاني ظروفاً معيشية صعبة. إنهم (الفقراء). شريحة تملك القدرة على العمل. بعضها يحمل شهادات، وبعضها مهارة، وغيرهم لديه أفكار مشروع يقيه العوز. لكن كيف الخلاص؟ فلا رأس مال، ولا مصادر دخل يقدموها ضماناً لقرض. ليس في جعبتهم أي ورقة رابحة لتمويل يعتبر طوق نجاتهم الوحيد. كل (البنوك) تبحث عن (الفائدة) شرعيةً أو ربويةً، لا يهم. لكن هذه (فائدة) تبحث عن (بنوك).!!. كيف ؟ تأملوا معي. نجحت "أجفند" (برنامج الخليج العربي للتنمية) نجاحاً فريداً. كمنَ سره في هدم كل المعوقات وتحويلها إلى تسهيلات لتمويل الفقراء. أحدثت تحولا إيجابيا في المجتمع بدمج تلك الشريحة في العملية الاقتصادية وتحويلها من عالة إلى منتجة تعتمد على ذاتها. إنجازات انطلقت منذ 2003م بمؤسسين كلما أتتهم أرباحهم أعادوها لتقديم المزيد لمجتمعاتهم. بدأت بإنشاء البنك الوطني بالأردن الذي قدم حتى نهاية العام الماضي 188,039 قرضاً ب 179,6 مليون دولار شكلّت نسبة النساء المقترضات 92%، استفاد منها 940,195 فقيراً. ثم بنك الأمل باليمن قدم 84,208 قرضاً ب 25,3 مليون دولار، استفاد منه 442,115 فقيراً. كما أنشأت بنك الإبداع في كل من البحرين فقدم 3,461 قرضاً ب 14,4 مليون دولار، 67% نسبة النساء المقترضات، استفاد منها 12,400 فقيراً. وفي سوريا حيث قدم 1,666 قرضاً ب 940 ألف دولار، 30% منهم نساء، استفاد منها 9,410 فقراء. وفي سيرليون قدم 6,557 قرضاً ب 1.3 مليون دولار تربعت فيه النساء بنسبة 100%، وفي لبنان كانت قروضه 3,260 ب 4.1 مليون دولار استفاد منها 14,100 فقير. وفي السودان قدم 31 قرضاً ب 220 ألف دولار. لكن المفاجأة الحقيقية كشفتها خبيرة التنمية الاقتصادية مها آل الشيخ بأن نسب السداد في بنوك "أجفند" للفقراء أعلى ممن يتمتعون بالملاءة المالية في البنوك التجارية.!!. (يعني ما فيه ديون معدومة يا بنوك). أمر يدعو للتعجب، إذ بلغ السداد في السودان 100% و في كل من اليمن وسورياولبنان 99%، والأردن 98%، وسيراليون 97%، ثم البحرين 74%. لا توجد تشريعات سعودية لعمل بنوك الفقراء، بينما توجد كل التشريعات والدعم لبنوك تجارية قفزت أرباحها في 2013 إلى 37.62 مليار ريال دون أي دور رائد منها حيال المسؤولية الاجتماعية. كيف يستمر ذلك وبنوك الفقراء تدر فوائد مجزية. أبسطها اختفاء الديون المعدومة؟. ألا يستحق فقراؤنا الاستفادة من تجربة بنوك "أجفند"، التي دشنت بالأمس بنكاً في الفلبين شراكةً مع حكومتها وقطاعها الخاص؟ ليتنا نقلد الفلبين في هذه..أو حتى السودان. dowidareihab@