بوابة الحرية والعدالة والله كثيرون منا كانوا يوما ما مثلكم. كل ما فى الأمر أننا تعرفنا على ديننا أكثر. ولما ذقنا حلاوة الالتزام بتطبيقه قدر طاقتنا، اختلفنا عما كنا عليه قبل ذلك. والله لسنا نكرهكم بل نشفق عليكم، ونحب لكم ما نحبه لأنفسنا، وندعو لكم. كنا ولا نزال وسنظل نتعبد إلى ربنا بخدمتكم والإحسان إليكم، حتى لو أسأتم إلينا. نستحضر فيكم، وبالذات بعد مذابح الحرس الجمهورى ورابعة، وصنوف البطش العسكرى، الآية القرآنية الكريمة: " لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِى إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". بعض آبائكم وقادتكم يا معشر القومجية عذبوا وقتلوا آباءنا وإخواننا فى عصر ليس ببعيد، ولم يحدث قط أن انتقم من بقوا على قيد الحياة من القتلة ولا الجلادين. راجعوا يا شعبنا الشقيق أنفسكم بهدوء. منكم من تعاملوا معنا: زمالة أو جيرة أو طبابة أو دراسة أو تجارة. هل عهدتم فى عمومنا عنفا جسديا أو لفظيا أو إهانة أو استكبارا؟ لقد خبرتم لمدة سنة (ملأتموها تخريبا وصخبا وشائعات ومؤامرات) رئيسا منا تربى على منهج الله ورسوله بفهم وسطى متبصر يؤمن بالتدرج، ويجادل بالتى هى أحسن. اصدقوا مع أنفسكم واحكموا عليه بإنصاف بعدما رأيتم سوءات وخيبات من انقلبوا عليه. يا شعبنا الشقيق: لقد خبرتم على سبيل التأكيد من غووكم واستقطبوكم، وربما بحسن نية ورَّطوكم. هل وجدتموهم أفضل لهذا الوطن؟ هل مؤهلاتهم الدراسية والعملية والمهنية من شأنها الانطلاق بمصر؟ بالله عليكم راجعوا أنفسكم وفكروا فى آلاف الأشقاء الذين ساهمتم فى قتلهم وإصابتهم بالتفويض والتصفيق. ما زلنا نردد المثل المصرى البسيط: "عُمْر الدم ما يصبح مَيَّه". التربية الدينية تعلمنا وتعلمكم الصفح، بل وعدنا ووعدكم الله أن من يتوب تتحول ذنوبه حسنات. هل تنتظرون كارثة تحل بمصر كى يمد الشقيق يده لشقيقه طلبا للإنقاذ؟ هل بعد نذر الكارثة الاقتصادية الناجمة عن الانقلاب نظل شعبين متباعدين متشاتمين، يشمت بعضنا فى جراح بعض؟ هل يرضى أحد من شعبنا أو شعبكم أن يبيت ملايين منا جوعى أو لا يجدون ثمن الدواء؟ لقد أطاح الانقلاب بموارد أرزاقنا وأرزاقكم فى السياحة والتجارة ومهن شتى كثيرة. يا عقلاء شعبنا الشقيق لقد خلقنا الله تعالى لنعبده بعمارة الأرض والتعايش والتعارف برغم اختلافاتنا. ألم تدركوا بعد أن الانقلابيين يتسببون فى كل ما يخرب ولا يعمر؟ أليس قتل النفوس بالآلاف تخريبا وحرمانا للوطن من هذه الطاقات البشرية؟ ألم تتيقنوا بعد من كذب الادعاء بأن المتدينين إرهابيون؟ اسألوا وتأكدوا بأنفسكم ممن خالطوا الإخوان والوسط والأصالة والبناء والتنمية وغيرهم من الأحزاب الإسلامية. اسألوا عمن خدموكم منهم فى الاتحادات الطلابية والنقابات والجمعيات الأهلية ومستوصفات المساجد.