لم يعد لدى البنك الفيدرالي الأمريكي أي حلول سوى عرض بلايين النقود بلا رصيد! استنفذت الحلول وأوصدت الأبواب! خفّض الفائدة الى أقل من الصفر (مقارنة بالتضخم) ولم ينفع هذا الحل! صدر التيسير الكمي الأول فلم تنخفض البطالة! أتبعه بثانٍ وثالث ولايزال! حلت له اللعبة! كلها جرّة قلم! إغراق العالم بالدولار أسهل الحلول! وتبعه البنك الأوروبي ناشراً أرقام اليورو في أنحاء المعمورة! (ما فيه أحد اشطر من أحد)! ولكن كل تلك الحلول لن تفيد! لأن المشكلة (سياسية) وليست (اقتصادية) فرجال السياسة هم من أوجد المشكلة الاقتصادية التي دوّخت العالم! وذلك لكي يفوزوا في الانتخابات! وعود برفع الدخول وخفض الضرائب وزيادة الرفاهية! وتسابق على تنفيذ تلك الوعود! صارت الشعوب الغربية تستهلك أضعاف ما تنتج والفرق يدفعه (التيسير الكمي) الذي هو قمة التعسير على الشعوب المنتجة في شرق الكرة الأرضية، وخاصة الصين والهند ودول مجلس التعاون، فجل مدخراتها مودعة في السندات والمصارف الأمريكية والأوروبية! وها هي قيمتها الحقيقية تتآكل كشمع تحت الشمس! فليعش الغرب في رفاهيته وليدفع الشرق الثمن! حتى مدخرات دول الخليج الغنية بالنفط تآكلت أقيامها ببركة التعسير الكمي الذي جعل الثروة الورقية تنكمش الى آخر حد! وسوف تزداد انكماشاً حتى الذوبان ما لم تتحول الى أصول منتجة في بلدانها.. أرجو ألاَّ(تنطلي) علينا اللعبة! وأول مرة في تاريخ العقل البشري يفرح الدائنون بتكرم المدين أن يرضى بقبول المزيد من الديون مما يدل على أن هيمنة الدولار سياسية وليست اقتصادية.