أعلنت وكالة داجونج Dagong الصينية للتصنيف الائتماني، الخميس الماضي، أنها قامت بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من التصنيف A إلى التصنيف - A، مع نظرة سلبية للمستقبل. تخفيض التصنيف تمّ على الرغم من قيام الكونجرس برفع سقف الدَّين الأمريكي وفتح أبواب الحكومة بشكل مؤقت، هذه هي المرة الثانية التي تقوم بها هذه الوكالة بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، فقد قامت الوكالة بالإجراء نفسه في موقف مماثل في 2011 بعد أزمة رفع سقف الدَّين. استندت الوكالة في قرارها إلى أن العوامل الأساسية وراء احتمالات توقف الولاياتالمتحدة عن خدمة ديونها ما زالت قائمة ولم تتغيّر، وأن السياسيين في الولاياتالمتحدة وضعوا اقتصاد العالم كله رهينة لأزمتهم، في إشارة إلى عدم المسؤولية الاستثنائية التي يتصف بها بعض السياسيين الأمريكيين المستعدين للمخاطرة باقتصاد العالم في سبيل تحقيق مآربهم الحزبية الضيقة، الذين أعلن بعضهم صراحة أنه لا مشكلة تتأتى من توقف الحكومة الأمريكية عن سداد التزاماتها لدائنيها، بينما دعا بعضهم الآخر إلى ترتيب الدائنين وفقاً لأهميتهم وخدمة المقرضين السوبر مثل الصين، والتوقف عن خدمة الدَّين الذي يملكه الآخرون حتى تتوصّل الولاياتالمتحدة لآلية تسيطر بمقتضاها على نمو دينها العام. الصراع السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين يأخذ منحى خطيراً في الوقت الحالي على كل من الاقتصاد الأمريكي والعالم، وتعود خطورته الأساسية إلى الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، حيث يعيش الجميع أزمة اقتصادية طاحنة.