نشرت "الاقتصادية" تقريرا عن أعداد السيارات المغادرة للبحرين خلال فترة الأعياد، المتوقع أن يتجاوز عددها 300 ألف سيارة، الغالبية العظمى منها من السعودية. باستخدام أي تقدير لمتوسط عدد المسافرين في كل سيارة يمكننا أن نتوصل بسهولة إلى أن عدد المسافرين سيكون كبيرا جدا في غضون هذه الفترة القصيرة، ولا شك أن هؤلاء سينفقون أموالا ضخمة خلال فترة وجودهم هناك، حيث ذكر التقرير أن حجم الإنفاق المتوقع للسعوديين خلال أيام العيد قد يبلغ نحو 400 مليون ريال تتمثل في نفقات الإعاشة فقط، ولا تشمل الإنفاق على المشتريات الأخرى، وهو ما يمثل إضافة للناتج المحلي البحريني، في الوقت الذي يمثل تسربا من الناتج المحلي السعودي. المؤكد أن كثافة الهجرة إلى البحرين في مثل هذه المناسبات تعكس وجود خلل في قطاع السياحة الداخلية السعودي، يتمثل في نقص المعروض من المنتج السياحي المناسب، وضعف قدرة القطاع على جذب المواطنين في مثل هذه المناسبات، لذلك فإن قطاع السياحة في المملكة يحتاج، كما سبق أن ذكرت عدة مرات من قبل، إلى تطوير لإمكاناته وقدراته على تقديم منتج سياحي مخطط له بشكل احترافي كي يتناسب مع أذواق المواطنين، وعلى النحو الذي يسمح باستغلال الموارد السياحية للمملكة، وهي كثيرة ومتعددة، ولكنها تفتقر إلى الاستراتيجية المناسبة للتطوير، في ظل هيكل حوافز مناسب للمبادرين في القطاع، ورعاية حكومية لهذا القطاع ضمن استراتيجيات تنويع مصادر الدخل في المملكة، وجهود خلق الوظائف للعمالة السعودية.