أصدرت الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات بيانا حيت فيه انتفاضة الشباب المصري وأكدت على تضامنها مع مطالبه المشروعة. ومن أبرز الموقعين على البيان مفتي الديار المصرية السابق. وأكدت الهيئة، وهي هيئة علمية حديثة التكوين من علماء الأزهر وعلماء ودعاة ينتسبون إلى الدعوة السلفية، على أن الأمة لن تسمح بالمساس بالمادة الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع. وناشد البيان جميع المسئولين عن البلاد بحقن الدماء وحفظ الأرواح وضبط الأمن، وسرعة اتخاذ الإجراءات لمحاسبة الفاسدين دون إبطاء. واعتبر البيان أن المقتولين من أهل الإيمان بسبب الاعتداء عليهم شهداء عند الله تعالى، مشددا على ضرورة تعويض أهلهم عما لحقهم من الخسائر والأضرار في الأنفس والممتلكات. وأشاد البيان بالموقف الوطني المشرف للجيش المصري ورسالته في حفظ أمن الوطن والمواطنين. كما دعا الشعب المصري إلى "العفو والصفح عن كل من أساء أو اعتدى بشرط تحقق المطالب، ونجاح المقاصد". وفيما يلي نص البيان: بيان من الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد، فإن الأمة المصرية تمر اليوم بمرحلة بالغة الخطورة، تستوجب أن يقوم العلماء والدعاة وأصحاب الرأي والحكماء بواجبهم نحو مناصحة أمتهم. والموقعون على هذا البيان يتوجهون إلى مختلف طوائف الأمة بما يلي: أولًا: إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتعاون على البر والتقوى، وترك التعاون على الإثم والعدوان. ثانيًا: إن الأمة لن تسمح بالمساس بالمادة الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة، واحترام مرجعية الشريعة الإسلامية وأنها المصدر الرئيس للتشريع، وذلك لأنها صمام الأمن والأمان والسلام لجميع أفراد الوطن مع التأكيد على ضرورة إلغاء قانون الطوارئ وكل ما يشير إليه. ثالثًا: لقد اتجهت الأمة اليوم بكل طوائفها نحو التغيير والإصلاح بما لا يجوز تعويقه، ولا الإبطاء في إنجازه، وإن إقامة العدل وتحقيق التنمية وإصلاح الحكم ومؤسساته –هو اختيار الشعب الذي يمثل الاستقرار المنشود. وهذه المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية. رابعًا: إن تحقيق الأمن والسلام والتكافل والتراحم بين فئات المجتمع مرهون بإجابة مطالب الشباب المشروعة، وإعطاء الضمانات الكفيلة بتأمين جموع المتظاهرين، واتخاذ الإجراءات التي تكشف عن صدق النوايا، والتي يمكن إعادة بناء جسر الثقة والمصداقية الذي انهار بسبب ما وقع من أخطاء ونقض للعهود. خامسًا: تؤكد قوى المجتمع على حفظ مكتسباتها وتطالب بالوقوف خلف مطالب الشباب، وإنجاز التغيير في الاتجاه الصحيح، دون انزلاق مع توجهات منحرفة، أو شعارات مضللة، وتنبه إلى أن هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية فضلًا عن إجماع الأمة. سادسًا: يناشد الجميع المسئولين عن البلاد بحقن الدماء وحفظ الأرواح وضبط الأمن، وسرعة اتخاذ الإجراءات لمحاسبة الفاسدين دون إبطاء تحقيقًا لمصالح البلاد والعباد. سابعًا: يحتسب الموقِّعون على هذا البيان المقتولين من أهل الإيمان بسبب الاعتداء عليهم -شهداء عند الله تعالى، ويستحق أهلهم تعويضًا عما لحقهم من الخسائر والأضرار في الأنفس والممتلكات. ثامنًا: على جموع المتظاهرين أن يعملوا على حفظ مطالباتهم بسلوك الطرق السلمية في التعبير والمطالبة، والبعد عن كل ما يعرِّض هذا الجمع للأخطار، وكل ما يؤدي إلى الإضرار بالوطن والمواطنين، ويوجد ذرائع البطش والتنكيل. تاسعًا: يشيد الموقعون على هذا البيان بالموقف الوطني المشرف للجيش المصري ورسالته في حفظ أمن الوطن والمواطنين. عاشرًا: ندعو جموع الشعب المصري إلى إشاعة الرحمة والرفق، والعفو والصفح، عن كل من أساء أو اعتدى بشرط تحقق المطالب، ونجاح المقاصد، قال تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين} [الشورى:40]. حفظ الله مصرنا آمنة مطمئنة، وحمى شبابها ورجالها، وولّى عليها خيارها، وجعل ولايتها فيمن خافه واتقاه واتبع رضاه، برحمته إنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، والحمد لله رب العالمين. القاهرة ليلة السبت الموافق 2/2/1432ه- 5/2/2011 الموقعون على البيان: 1- أ.د. نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية سابقًا. 15- د. صفوت حجازي داعية إسلامي. 2- أ.د. عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعتي الأزهر وأم القرى. 16- د. محمد عبد السلام داعية إسلامي. 3- أ.د. علي أحمد السالوس أستاذ الفقه والأصول والنائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا. 17- د. أحمد النقيب داعية إسلامي. 4- أ.د. مروان شاهين أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. 18- فضيلة الشيخ خالد صقر داعية إسلامي. 5- أ.د. الخشوعي الخشوعي محمد وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا. 19- د. عطية عدلان عطية الأستاذ بجامعة المدينة. 6- د. يحيى إسماعيل أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا. 20- د. أحمد فريد داعية إسلامي. 7- د. عبد المنعم البري الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. 21- فضيلة الشيخ أحمد هليل داعية إسلامي. 8- أ.د. عمر عبد العزيز الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر. 22- د. هشام عقدة داعية إسلامي. 9- أ.د. محمد عبد المقصود داعية إسلامي. 23- د. هشام برغش داعية إسلامي. 10- د. محمد إسماعيل المقدم داعية إسلامي. 24- د. محمد رجب داعية إسلامي. 11- فضيلة الشيخ مصطفى محمد داعية إسلامي. 25- فضيلة الشيخ نشأت أحمد داعية إسلامي. 12- د. سعيد عبد العظيم داعية إسلامي. 26- د. ياسر الفقي المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر. 13- د. ياسر برهامي داعية إسلامي. 27- د. وليد الجوهري داعية إسلامي. 14- د. محمد يسري إبراهيم المستشار بجامعة المدينة العالمية. 28- د. مدحت عبد الباري داعية إسلامي.