توقفنا بالأمس عمن هم الدائنون لأمريكا؟ وذكرنا أن ثلثي الدين محلي والباقي خارجي. والآن نكمل الحديث عن أثر الدين "كنمو" و "اقتصاديا سواء للاقتصاد الأمريكي أو العالمي". أن الحكومة الأمريكية تقترض مقابل كل دولار 40 سنتا. وهذا يعني ما يقارب 40% من كل مبلغ مقترض، وحين يضاف له قيمة الفائدة ولن أدخل بقصص أرقام تفصيلية قد لا تهم القارئ العادي، ولكن حجم نمو الدين متسارع جداً وحين يقف الكونغرس بعدم رفع سقف الدين يعني حالة إفلاس للحكومة الفيدرالية وتسريح العاملين مؤقتاً بما يقارب 800 ألف ووقف السداد للديون للمقترضين وفق الجدولة الزمنية وهذا التوقف يعني اقتصادياً وعالمياً كارثة لهذه الدولة والاقتصاد العالمي مما يؤدي إلى تبعات اقتصادية كبيرة "تضخم – ركود فكساد – بطالة – تراجع اسواق المال وغيره كثير" ولكن أشك أن يحدث ذلك فرفع سقف الدين أقل مخاطرة من وقفه كلياً والأثر السلبي الذي سيتركة. لا توجد احتمالات بعدم رفع سقف الدين "هذا تقديري الشخصي" والكثير من الاقتصاديين فتبعات التوقف كارثية. وعليه سيستمر رفع الدين ومعها الدين الأمريكي وفوائده ولكن يكون هناك حل وهو "النمو الاقتصادي الأمريكي" الذي سيعني مزيداً من فرص العمل مزيدا من التصدير مزيدا من العائدات الضريبية، توقف الاقتراض وهذا ما يبرر ضعف قرار الرئيس أوباما بالدخول بأي حرب جديد حتى وإن كانت محدودة الجانب. ان ضعف الدولار الذي يحدث اليوم هو نتيجة الضعف الاقتصادي الأمريكي وطباعة الدولار الأمريكي أغرق أسواق العالم وبالتالي ارتفاع التضخم. فكيف يكون هناك ضعف اقتصادي ونمو في التضخم والأسعار؟ فنادراً ما يحدث ذلك. ولكن السبب هو وفرة النقد "الدولار المطبوع" للتغطية للاحتياجات، وقوة شرائية ستزيد من ارتفاع الأسعار مستقبلاً كما نشهده اليوم. ويجب أن نفرق بين الدين الحكومي والميزانية الحكومية ولكن تظل الولاياتالمتحدة قادرة على العمل والسداد مستقبلاً بفعل قوة الاقتصاد الذي يستحسن ويحقق النمو فهو لم يتجاوز الناتج القومي كما يحدث في اليابان مثلاً. وهذا يدلل على قوة اقتصاد الأمريكي على الاستمرار، فالدين تحت السيطرة "لليوم" ولكن لن يكون كذلك إلا بشروط تحقق النمو الاقتصادي. إن الدولار الأمريكي هو من يفرض ربط هذا العالم اقتصاديا، والعلاقة عكسية مع اليورو والجنية والين الياباني أبرز عملات العالم، وهذا يضع أهمية على ضعف الدولار الذي سيخدم الاقتصاد الأمريكي وليس قوته. المخرج الوحيد للاقتصاد الأمريكي والعالم هو "النمو الاقتصادي الحقيقي" لكي تدور عجلة الاقتصاد بكاملها عدة ذلك ستكبر كرة الثلج والديون، وحين ينهار الاقتصاد الأمريكي فيما لو حدث فلن يكونوا الوحيدين فتذكر لعبة "الديمنو".