قد لا يصدق كثير من الناس أن لدينا في مجتمعنا بعض الأفراد يلجأون للأسف في حل بعض مشاكلهم وعلاجها إذا أعيتهم أو تعذر عليهم حلها إلى طرق تحرمها الشريعة الإسلامية وترتب عليها إثما كبيرا ووزرا تنوء به الجبال، وهي إلى ذلك تعافها النفوس وترفضها العقول والمنطق، إلا أنها مع الأسف موجودة في مجتمعاتنا ونقرأ عنها في وسائل الإعلام المختلفة باستمرار ونرى ضحاياها من المغرر بهم، ومن ذلك لجوء البعض هداهم الله إلى بعض الدجالين ومن يدعي السحر والسحرة لقضاء بعض حوائجهم أو حل بعض مشاكلهم حتى أصبحنا نقر أو نسمع عن من تقوم باللجوء لمثل هذه التصرفات للسيطرة على زوجها أو للهيمنة على رب أسرتها وتسييره كما تريد، وأخرى تلجأ لمثل ذلك طلبا لعلاج من داء أو مس من جنون، وآخر يلجأ لمثل هذه الأمور المحرمة طلبا للرزق أو مضاعفة للأموال، وهناك فئة تمادت وتجاوزت في اللجوء لهذه الأفعال الشيطانية بهدف إيذاء عباد الله أو الانتقام أو التفريق بين الأزواج وما شابه ذلك من أمور مخيفة تقشعر لها الأبدان حرمها الله تعالى وحرم اللجوء إليها والتعاطي مع أهلها ورتب على ذلك إثما كبيرا وذنبا قد يصل للكفر والعياذ بالله. وإذا كنا لا نعذر بعض الجهلة والأميين عندما ينساقون وراء مثل هذه التصرفات المذمومة ونطالب بتوعيتهم ونصحهم وتوجيههم لبيان عواقب مثل هذا الأمر الجلل، فما بالنا عندما ينساق بعض من لديهم فهم وإدراك ثم يقعون فريسة لمثل هذه الأمور. والحقيقة أن جهود الدولة رعاها الله واضحة ملموسة في هذا الاتجاه الحساس في كثير من الإجراءات والتدابير للحد والقضاء على مثل هذه الظواهر في المجتمع لحرمتها شرعا ولمالها من آثار سلبية ووخيمة تقوض الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية التي ينشدها الجميع بعيدا عن الآفات والمنغصات، ومن أهم هذه الوسائل التي نتمنى تفعيلها بشكل أكبر التوعية والتوجيه لجميع أفراد المجتمع بخطر مثل هذه الظاهرة وحكمها وآثارها السلبية، وذلك عن طريق تعاون جميع الجهات، سواء أمنية كانت أو تربوية أو اجتماعية أو شرعية مع دعم الجهود لإغلاق أو إيقاف البث لعض القنوات التي تروج لمثل هذه الأعمال المحرمة، إضافة إلى زيادة وتفعيل الجهات التي تعنى بعلاج أي مشكلة لأي فرد من أفراد المجتمع، أيا كانت هذه المشكلة، مع حث العلماء وخطباء المساجد وأساتذة الجامعات والمعلمين والمعلمات وأرباب الكلمة والقلم للتحذير من هذه الآفة الخطيرة. خاتمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا أو عرافا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد».