تتطلب انطلاقة العام الدراسي الجديد بمختلف مؤسسات التعليم العام والعالي تعاون المستفيدين وأصحاب المصلحة stakeholder وتكاتفهم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي ينشدها المجتمع أفرادا ومؤسسات. وتقع على عاتق المعلمين وأعضاء هيئة التدريس رجالا ونساء مسؤولية كبيرة نحو تربية وتعليم طلابهم في المدارس والجامعات، وتهيئتهم ليصبحوا مواطنين صالحين، لديهم قدر كافٍ من المعارف والمهارات والخبرات الحياتية. وفي ذات السياق، يؤكد الدكتور Leblanc.R. من جامعة York على أن التعليم الجيد هو الذي يحفز الطلاب للتعلم ذاتيا بالبحث عن المعرفة بدلا من الاكتفاء بتلقيها واستهلاكها. وهو ما يستدعي التحضير الجيد للدروس، وزيادة الحصيلة المعرفية بالبحث في مصادر المعلومات المتنوعة. وتطوير مهارات التواصل الشفهي مع الطلاب. وكذلك المرونة وعدم التقيد الحرفي بالمنهج الدراسي المقرر الذي قد يكون جامدا لا يتلاءم مع التطورات الحديثة في مختلف العلوم. إضافة إلى تطبيق أساليب متنوعة للتدريس تجعله مسليا ومحببا للنفوس. والتعزيز المعنوي والمادي للطلاب. والعمل الجماعي والتشاور مع الزملاء لما فيه مصلحة الطلاب، وتحويل المدارس والجامعات إلى بيئة تعليمية جاذبة. إن هذه المسؤوليات العظيمة تفرض على المعلمين وأعضاء هيئة التدريس إدراك احتياجات الطلاب العقلية والنفسية والجسمية التي تختص بالمرحلة العمرية والدراسية لكل فرد منهم، حيث يمكن من خلال ذلك اختيار طرق وأساليب التدريس والتقويم المناسبة لهم، وتزويدهم بالمعارف والمهارات التي تتواءم مع قدراتهم وإمكاناتهم، إلى جانب مراعاة الفروق الفردية بينهم، والتركيز على تربيتهم أكثر من تعليمهم وتزويدهم بالقيم الإيجابية، وإكسابهم مهارات الحوار، وحسن التعامل مع الآخرين، والتأثير عليهم من خلال القدوة الصالحة، انطلاقا من كونهم بمثابة الآباء لأبنائهم. وقبل ذلك وبعده احترام شخصية الطالب وتقديره، والتعامل معه بما يحفظ كرامته وإنسانيته، والابتعاد عن اللجوء لأساليب العنف اللفظي والبدني، أو التطرف في الشدة، أو اللين، إذ ما كان العنف في شيء إلا شانه، ولا زاد الشيء عن حده إلا انقلب إلى ضده .. كلمة أخيرة: من أبسط أبجديات التدريس أن أساليب التعامل مع طلاب الجامعات تختلف كليا عما يماثلها مع طلاب المدارس. حقيقة يعرفها الكثيرون، ويطبقها القليلون!. * جامعة الملك سعود كلية التربية.