يعول أكبر عدد من الأفراد على مستوى العالم على الإطلاق، بسبب تفشي البطالة بين الشباب عامة والشابات خاصة، ناهيك عن ربات البيوت.. يضاف لذلك أن نسبة نمو السكان لدينا هي الأعلى في العالم ايضاً، والأغلبية حريصون على تكاثر النسل ينظرون له كعز وعزوة وربما رجولة، كذلك تعدد الزوجات، ويضاف لهذا وجود عدد من الخدم في أكثر البيوت (على الأقل خادمة واحدة وسائق في الغالب) وكل هذا يرفع نسبة إعالة الرجل إلى أرقام لا تطاق! وبما أن الناتج الوطني يقسم على عدد المواطنين لنعرف دخل المواطن (بما في ذلك الخدمات) فإن ما يحوله الإخوة الوافدون حسب المصارف 110 مليارات ريال سنوياً يضاف لها مثلها - في تقديري- يُصرف بعضها عندنا ويُحوّل اكثرها دون المرور بالمصارف أو حملاً مع المسافر على شكل نقود أو بضائع.. وبما أن كل وافد يعول ما لا يقل عن ثلاثة افراد في وطنه الأصلي، وإعالته هو محسوبة من نصيب الفرد السعودي من الناتج الوطني فإن إعالة الرجل السعودي تصل إلى عدد كبير من الأفراد داخل المملكة وخارجها بشكل لا يقبله عقل ولا يتحمله اقتصاد بشكل دائم.. وللعودة للنسب المقبولة إلى حد ما لا بد من مكافحة البطالة بين الشباب عامة والنساء خاصة، وتقليل أعداد الوافدين إلى آخر حدّ ممكن، هنا تخف الإعالة على الرجل السعودي أما الآن فهي تقصم الظهر. وحين يأخذ الله أمانته، ويرتاح الرجل من أثقال الإعالة والأقساط، تكون الحال أسوأ في الغالب، إذ ينتقل دور الإعالة الثقيل إلى الأرملة المسنة، والتي لا يُصرف لها إلا جزء ضئيل من مرتب زوجها المتقاعد (لا أدري لماذا؟!) وإن وجد ابن كبير فهو إما عاطل أو متزوج مهموم بإعالة جديدة قد يعين أمه وقد يستعين بها، خاصة أن كثيرين يحبون المظاهر ويسكنون منازل كبيرة مكلفة جداً وتعودوا على البذخ (نسبة للدخل) ومن يسرف ويصرف أكثر مما يكسب تفاخراً ونفخة يصح أن يُسمّى (العائل المستكبر) !