في كل صيف ينتظر الناس «ربوة الرياض» حتى غدا صيف الرياض مرتبطاً به، فلا يكاد يقبل الصيف إلا والناس يتساءلون عن عقده وموعده، وفي هذا العام نظم المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات في حي الربوة بمشاركة أمانة مدينة الرياض الملتقى الخامس لربوة الرياض، والمقام في «ساحة العروض» على «الدائري الشرقي» بين مخرجي 10 و11 خلال الفترة بين 28 رجب الماضي و11 شعبان الجاري، ضمن فعاليات الصيف في العاصمة. ويتضمن الملتقى عدداً من البرامج التوعوية والترفيهية وبرامج الأطفال، تأتي في مقدمها المحاضرات الدينية وبرامج الشعر والإنشاد وخيمة الأشبال وفعاليات ربوة الجاليات المخصصة لمرافقي الأسر كسائقي المركبات أو العاملات، وشرفت بالمشاركة في محاضرة ثقافية بالملتقى الإثنين الماضي عن (الحصانة الفكرية تأملات قرآنية)، وشدني الحضور منقطع النظيرالذي بلغ 47058 زائراً وزائرة في هذا اليوم كما هو مثبت في صفحة مكتب الدعوة بالربوة على «تويتر». الجميل أن هذه الفاعلية الثقافية تلبي حاجات أفراد الأسرة كافة: الزوج، الزوجة، الأبناء في مختلف مراحلهم العمرية شباباً وأطفالاً، وفي الجوانب كافة الفكرية والنفسية والاجتماعية والصحية، كما سعت لإبراز المواهب والقيادات الشابة. ومن تميزها أنها لم تغفل دور العمالة المنزلية فأفردت لهم الأنشطة والفعاليات التوعوية والتثقيفية، وهذا ما لفت انتباه أمين منطقة الرياض فقال في تصريح له بصحيفة سبق الإلكترونية بتاريخ 9 شعبان 1434ه: «إن أكثر ما جذبني في الملتقى كثرة الحضور الأسري واهتمام القائمين على أمره بمشاركة جميع الفئات والجهات الحكومية والأخرى ذات الصلة». وفي الصحيفة نفسها ثمَّن أمين منطقة الرياض الدور الكبير الذي قام به ملتقى «ربوة الرياض» في تعزيز السياحة الداخلية، مؤكداً أنه من أهم شراكات الأمانة الناجحة لهذا العام، وأن الأمانة تسخِّر كل جهودها وتهيئ كل الظروف لإنجاح هذه المناسبات التي تشغل الأسر بما ينفعهم ويروِّح عن نفوسهم. ما شد انتباهي في الملتقى تنسيق الأهداف والفئات المستهدفة مع مراعاة الأولويات، والعمق الفكري في الطرح، والدورات التي تهتم بتنمية الشخصية، وإشراك التخصصات والكفاءات كافة لخدمة الأسرة وتنمية الوطن، والتركيز على الشباب، والتواصل الإنساني الفاعل والأخلاق الفاضلة في النماذج العاملة في اللجان على اختلافها، وما سمعته من إلحاح شديد من الحاضرات يطالبن فيه المسؤولات بتمديد أيام الملتقى لتتسنى لهن المتعة والفائدة، وأسعدني لقائي بضيفات فاضلات من مناطق الخليج لحضور الملتقى. خرجت وكلي أمل بأن يكون لدينا مشروعاً وطنياً لضمان استمرار وشمولية هذه الملتقيات، نظراً إلى الحاجة المجتمعية إليها والإقبال الشديد عليها، كما تمنيت أن تسنح الفرصة لكل أبناء الوطن لزيارة الملتقى والإفادة منه، وفي الختام يعجز اللسان وتتقاصر الكلمات عن شكر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الربوة وأمانة منطقة الرياض على إقامة مثل هذه الملتقيات، وأسأل الله لهم التوفيق والسداد. * داعية، وأكاديمية سعودية. [email protected]