في نهاية الألفية الثانية توافق العالم على وضع ما عرف باسم أهداف الألفية للتنمية، وهي ثمانية أهداف أساسية تنبثق عن كل منها مجموعة من الأهداف الفرعية، وتتلخص هذه الأهداف، التي حدد عام 2015م موعداً لاستكمال تحقيقها، في القضاء على الفقر المدقع والجوع، تعميم التعليم الابتدائي للجميع، تشجيع المساواة بين الجنسين والعمل على تمكين المرأة، تخفيض معدل الوفيات بين الأطفال، تحسين المستوى الصحي للأمهات الحوامل، محاربة الإيدز والملاريا وأمراض أخرى، ضمان الاستدامة البيئية، وتحقيق شراكة كونية من أجل التنمية. أهداف طموحة وفي بعض الحالات صعبة بالنسبة للعالم، أما بالنسبة للمملكة فلقد تمكنت بلادنا من تحقيق كثير منها قبل الموعد المحقق وما زال الأمل قائماً أن نتمكن من تحقيق كل هذه الأهداف في الألف يوم المتبقية.. العالم بدأ منذ الآن في البحث عن أهداف التنمية الكونية لما بعد عام 2015م أو ما يشار إليه الآن بأهداف التنمية المستدامة التي ترتكز على ثلاثة أبعاد، اقتصادي واجتماعي وبيئي، ولقد تكونت اللجان والهيئات المختلفة في العالم للتفاكر حول ما ينبغي أن يكون محوراً لأهداف التنمية في العالم بين عامي 2015 و 2030م، ومن ضمن هذه اللجان الفريق رفيع المستوى الذي يضم سبعة وعشرين خبيراً من مختلف أنحاء العالم ويترأسه رئيس أندونيسيا ورئيسة ليبيريا ورئيس وزراء بريطانيا والذي سوف يقدم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة خلال الأسابيع القليلة القادمة. لابد أن تشتمل الأهداف الجديدة على موضوع القضاء على الفقر، كما أن طموحات العالم نحو القضاء تماماً على بعض الأمراض مثل الملاريا والسل وشلل الأطفال قد تزايدت في السنوات الأخيرة، ولابد أن تشتمل الأهداف على توقعات أكثر طموحاً في ما يتعلق بالتعليم، ولابد أن تتطرق كما لم تتطرق أهداف الألفية إلى مسألة توافر المياه الصالحة للشرب وكذلك توافر أنظمة الصرف الصحي، كما نتوقع أن تتطرق الأهداف إلى محاربة بل والقضاء على فقر الطاقة، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة، وعلى أهداف أخرى في المجال البيئي وخاصة ما يتعلق بتقليص الانبعاثات الغازية، كما لا بد أن تعاود التأكيد على أهمية الشراكة الكونية في التنمية بما يترتب عليه من التزام الدول الصناعية بتخصيص جزء محدد من دخلها القومي لمساعدة الدول النامية. أتمنى لو أن صحيفة المدينة تبنت إجراء حوار وطني مفتوح حول الأهداف التي ينبغي العمل على تحقيقها على الصعيدين الوطني والعالمي خلال الخمس عشرة سنة القادمة.. إنه حوار جميل وقد نستخرج منه أهدافاً نبيلة نسعى إلى تحقيقها.