( دعا مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وزارة العمل إلى إعادة النظر في الرسوم التي قررتها على العمالة الوافدة بواقع «2400» ريال سنوياً؛ واصفاً القرار بأنه ﻻ مبرر له، وبأنه لم يبنَ على أمور واضحة)؛ هذا ما تناقلته الكثير من وسائل الإعلام يوم السبت الماضي. وقبل ذلك أكد سماحة المفتي في أكثر من مناسبة وهو ينادي بأن مضاعفة غرامات مخالفات (سَاهِر) لا تجوز!! وهنا إذا كان قَرار مضاعفة غرامات (سَاهِر)، ونظام زيادة رسوم العمالة الأجنبية قَد ترتب عليهما معاناة للمساكين، وتضَخّم في تكاليف معيشتهم كما تؤكد بوصَلة المؤشرات الشهرية؛ فإنّ ممارسة (وزارة العَمَل، وإدارة المرور) لسياسة الصمت تجاه ملحوظات (المُفْتِي) أكثر خطراً وأشَدّ ضَرَراً!! فسماحته يمثل رأس الهَرَم في المؤسسة الدينية في بلادنا، ومجتمعنا - ولله الحمد - في عمومه مُتَدَيّن ومحافظ، وصوت علمائه المعتبرين لديه مُقَدّرٌ ومسموع؛ وبالتالي فتجاهل بعض المؤسسات الخدمية في قراراتها وأنظمتها لآراء العلماء وأصواتهم؛ فلا هي تأخذ بمشورتهم وفتاواهم ابتداءً قبل إقرار أنظمتها،ولا هي تتراجع عنها استجابة لتوصياتهم بعد تطبيقها، ذلك من شأنه أن يزرع بذور فجوة بين المجتمع وعلمائه!! فإذا كنا نتطلع وننشد أن يكون أصوات علمائنا مسموعة في القضايا الفكرية والوطنية فلابد من الأخذ بها والاستماع إليها في قرارات وأنظمة الخدمات والمعاملات الحياتية، بهذا يُنَادي العَقْل، ويُطَالِب المنطق!