يقول الشيخ محمد العريفي «إنَّ المنتمين إلى القاعدة ليسوا من المتساهلين في تكفير المسلمين وليسوا من المتساهلين في إراقة الدماء»، وهذا رأيٌ صادم لمئات الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن وطنهم في السعودية. لكن طالما أنَّ المنتسبين إلى القاعدة بهذا الشكل الذي يصفُه؛ فهل كان مضحوكاً علينا طوال هذه السنين؟ وهل يعني ذلك أنَّنَا ظلمنا القاعدة؟ وماذا نُسمي التفجيرات «الإرهابية» التي وقعت في بلادنا قبل سنوات؟ هل هي جهاد في سبيل الله مثلاً؟ أم أننا كفرةٌ نستحقُّ أن تُراق دماؤنا؟ وما هو الوصف الصحيح الذي يجب أن نُطلقه على «شهداء الواجب» الذين سقطوا بأيدي تنظيم القاعدة في السعودية؟ الواقع أنَّ فكر القاعدة لا يحتمل الدفاع عنه بمثل هذا المنطق يا شيخ محمد إلا في حال: أن يكون الإعلام قد ضخَّمَهُ كي يُكرِّهَ النَّاسَ في القاعدة، وهذا لم يحصل على الأقل في السعودية لأنَّنَا رأينا التفجيرات في الرياضوجدة والخُبر وغيرها.. يا شيخ محمد: أنت كنت عضواً في لجان المناصحة؛ فلماذا لم تقلْ مثلَ هذا الكلام حينَها؟ لماذا تركتنا نظلم المنتسبين إلى القاعدة كلَّ هذا الوقت الطويل؟ لماذا حرمتَنا من أن نشاركَهم أجر الجهاد طالما أنَّهم بهذا التُّقَى والعفاف والصلاح؟ ألم تكن أنت بنفسك – وعلى شاشة التليفزيون السعودي – تحذِّرُ من القاعدة؟ فما الذي تغيَّر؟ أم أنك اكتشفت شيئاً جديداً لا نعلمُه عن التنظيم؟ القاعدة – يا شيخَنا الفاضل – هي التي ظلمت نفسها باستحلال الدماء لا نحن.