تشغل قضايا المرأة ما مقداره 80 % من قضايا الشارع السعودي ودعونا نسميه الشارع ليشمل كل الشرائح من النخبة وحتى من يعيشون تحت خط الفقر ومرورا بالنساء والرجال والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين، الشارع يعبره الجميع ويسير فيه الجميع وفق قانون واحد لا يفرق بين الناس ولا يلتوي ولا يقف ولا يتحول إلى عائق في طريق أحد، يسلكه الناس أجمعون ويمشون فيه وفق ما يريد أن يوصلهم إليه هو! ماذا لو تفهمت كل مؤسسات المملكة الدينية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية ضرورة منح المرأة حقوقها كاملة المكفولة لها شرعا وتخلصت من النظرة الاجتماعية الدونية والمحتكرة للمرأة في قالب الأنثى التي لا يتجاوز دورها في الحياة خدمة الرجل في كل أحواله نائما ومستيقظا!! كنا من المؤكد سنلتفت لقضايا مهمة جدا تدخل ضمن 20 % المتبقية كنا سنعمل على تطوير بلدنا وننمي معا جيلا مختلفا من النساء والرجال يعمل القيم الحقيقية للإسلام ويقدر الفضيلة ويحترم إنسانية المرأة ويسعى إلى التعامل بنبل وأخلاق غابت اليوم عن مشهدنا بينما كانت موجودة لدى آبائنا الذين كانوا يتعاملون مع النساء كأخوات لهم مهما كن غريبات عنهم!، اليوم كل امرأة هي سيئة بالفطرة هكذا تعلم أبناؤنا وهكذا ينظر كل شاب لفتاة وهذا أوجد جرأة وتطاولا من الشباب حتى على النساء الأخريات اللاتي هن في أعمار أمهاتهم! سعدت بخبر مفاده أن هيئة الأمر بالمعروف تتعاون مع وزارة العمل لتنظيم عمل السيدات في المحلات التي يعمل فيها رجال وهذا هو المطلوب فعمل المرأة ووجودها في المشهد العام أمر حتمي لابد أن تتقبله وتتعامل معه كل الجهات العامة والخاصة - لا فكاك من النساء - إذ ليست النساء جسما غريبا يتم التعامل معه بالإخفاء أو البتر، إنها مواطنة كامل الأهلية لا يملك أحد أن يصادر حقها في التواجد المقبول شرعا وعرفا والأعراف تتغير بتغير المناخ الثقافي والاجتماعي والدولة بمختلف مؤسساتها معنية بحماية حقوق المرأة في حياة كريمة شريفة عفيفة تكفل لها فرص تعليم وعمل متساوية وعادلة مع أشقائها الرجال شاء من شاء وأبى من أبى!!!