إذا كان ذلك البيان، الذي تناقلته مواقع الإنترنت، بيانهم فإن المتجمهرين عند الديوان الأسبوع الماضي لا قضية لديهم غير المرأة. هم تجمهروا ضدها وضد حقوقها الطبيعية والمكتسبة ولم يضيفوا للمجتمع أي شيء، لا قليل ولا كثير. وحين يدفنون، ما بين كل تلك السطور الضدية من المرأة وتعليمها وعملها، سطرا عن الفقر والعوز، فإن هذا لن ينطلي على أحد ولن يصدقه أحد. مجتمعنا الآن وقد شب عن الطوق وتجاوز طرق ومزالق الوصاية لم يعد يقبل أن ينوب عنه أحد ليدله على ما صح من شؤون دنياه وما فسد. هو بثقافته وعمق تدينه ومشاربه وتعليم أفراده، ذكورا وإناثا، يعلم أن كل ما اتخذ بشأن تمكين المرأة من أسباب العلم وتوظيفها أو تقدمها خطوتين أو ثلاثا على طريق المناصب الرسمية الرفيعة هو أقل بكثير من حضورها العلمي وإنجازاتها العمليه، أي أقل مما تستحقه وقد جاهدت وكافحت كل مبطلات قدراتها وطاقاتها لتصل إلى ما وصلت إليه. وبالتالي لن يكون مقبولا لدى صفوف وأطياف هذا المجتمع أن يأتي فرد أو تأتي جماعة لتحاول الرجوع بحال المرأة والبلد عشرات السنين إلى الوراء .. المفترض، وهذا ما يتداوله عامة الناس وخاصتهم في أحاديثهم، أن يُبنى على ما تحقق للمرأة وليس أن تهد مكاسبها على رأسها كما حاول هؤلاء المتجمهرون أن يفعلوا. وإذا أراد هؤلاء خيرا بالبلد فليتقدموا بما يعين ولاة الأمر والمرأة ذاتها على أن تنفذ بحضورها وتفوقها واجتهادها إلى كل ركن من أركان العمل والإنتاج في المملكة، فهي ليست أقل من غيرها من نساء ومسلمات العالم. هؤلاء النساء اللاتي، في بلدان قريبة وبعيدة، يشتغلن في كل الوظائف ويصلن إلى أعلى درجات سلم الوظيفة الحكومية والخاصة، ويحققن من الأبحاث والدراسات العلمية ما يضيف إلى أعمالهن الكثير من الإنجازات والنتائج.. فما بال المرأة السعودية كلما أتيح لها أن ترفع رأسها وتحقق مطالبها وتُمكن من حياتها خرجت لها بعض الألسن والأقلام والتجمهرات والبيانات لتلغيها وتقلل من شأنها؟!