ما ضر رجل الدولة والمسؤولية صاحب السمو الملكي الأمير/ «خالد الفيصل آل سعود»، لو نسب قصيدة (الهبوب) لصاحبها الحقيقي الزميل/ «دايم السيف»، الذي مهما اختلفنا حول قيمته الفنية، فلن نختلف على موهبته الشعرية؟ ولو فعل ذلك: هل كانت القصيدة ستثير كل هذه «الهبوب»؛ لاسيما أن الكثيرين لا يعرفون شخص «دايم السيف»، وحين يطالعون اسمه على ألبومٍ للفنان/ «محمد عبده»، لا يربطونه بشخص الأمير/ «خالد الفيصل»؛ إما لأنهُمْهُنَّ لا يعرفون العلاقة بينهما فعلاً، وإما لأنَّهُنَّهُمْ يفصلون باحترافيةٍ دقيقة بين «الشخص» و»المبدع» مع أي اسمٍ كان! وهل كنا سنقرأ النص بوصفه أجندةً سياسيةً لواحدٍ من أكبر قيادات المملكة، فنختلف معه حين نفهم أنه يريد الدولة الإسلامية بالمنهج «الإخواني» الذي جاءت به «الهبوب الغربية» فعلاً؛ كما ذهب أستاذنا/ عبدالله الفوزان؟ ونتفق معه حين نفهم أن المقصود هو: (الدستور كتاب الخالق/ والمنهج سنة نبوية/ وعلينا نثبت للعالم/ إن رسالتنا أبدية)؟ أم كنا سنتلقاه بحرقة مريرة، تعيد فينا نار القضية الفلسطينية، تبلغ ذروتها «الفنية» في مقطعٍ لا يبدعه إلا شاعر عظيم بقولة: «والفوضى الخلاقة بدأت/ حسب العدالة الدولية/ الفوضى صارت عربية/ والخلاقة للعبرية/ والقضية صارت حِنَّا/ ونسُّونا الفلسطينية»! وبالمقابل: هل كانت جماهير «تويتر» ستطير في (الهبوب) بهذه الشراسة، لو أن القائل هو الزميل/ «دايم السيف»؟ ولكن بما أنه الأمير/ «خالد الفيصل» فلم تكن بحاجة إلى (هبوب)؛ بل يكفيها «تغريدة» تحسب أن الشجاعة هي التطاول، والشتائم، و»الفهارة»، والإسفاف، كما فعلت مع «غازي القصيبي» من قبل؛ حين أطلق تصريحه «العُمَري» الشهير: «إن السماء لا تمطر وظائف»: طبعاً لازم يقول كذا.. هل عليه قروض لبنوك «مرتاع البال» تقصم ظهره؟ هل لديه أبناء حفيت أقدامهم بحثاً عن عمل؟ هل لديه بنت معلِّمة على بند «شهيدات الواجب»؟ ولهذا يجد الوقت الطويل، والرفاهية الكافية لكتابة الشعر والرواية، وتأليف الكتب، وتنميق الشعارات البراقة، وتحرير الأغاني الغزلية على «ظهر شيك»؛ ليغنيها «ماجد المهندس»! وفي ظل غياب إعلام حرٍّ مسؤول، لا يمكننا محاسبة جماهير «تويتر» الشعبية الاشتراكية الديمقراطية الملائكية العظمى، لكننا نستطيع رفع قضية لدى (نزاهههههااااي)، باسم الزميل/ «دايم السيف» ضد الأمير/ «خالد الفيصل»!