قضيتان مصيريتان؛ التفحيط والكتابة على الجدران. يبدو أن القضية الثانية زالت أو في طريقها إلى الزوال لأن جيل هذه الألفية أصبح يكتب بالآيباد والأجهزة الكفية. الأجيال الماضية كانت تجد في الجدران مساحة للتعبير عن الرأي أو استعراض الفنون المتنوعة. الكتابة على الجدران انتهت أو شبه انتهت بينما قضية التفحيط لا تزال تدرس وتتداول وتشكل معضلة اجتماعية حقيقية، التفحيط لمن لا يعرفه من القراء العرب أن يستخدم المراهق سيارته بشكل جنوني مستعرضاً الحركات بالسيارة وذلك لجذب الانتباه، وعادة يكون للتفحيط مجموعة من المتفرجين الشباب وهذه أحد أكبر المشكلات التي نعاني منها. ليس هناك أنظمة رادعة من جهة وليس هناك متنفس شبابي يحتضن هؤلاء لأن البيروقراطية القاسية تهيمن على كل أدوات الترفيه الشبابي. آخر الأخبار كان منشوراً أول أمس في جريدة «اليوم»؛ اقرأ الخبر المفجع: «دهس شاب مفحط 10 أشخاص بسيارته في ساحة يستغلها شباب لممارسة التفحيط على طريق بقيق - الرياض - الدمام السريع يوم الخميس على بعد 20 كيلو متراً غرب محافظة بقيق، وتراوحت إصابات الضحايا وغالبيتهم في العقد الثاني من العمر ما بين متوسطة إلى بالغة، وباشر مرور محافظة بقيق وهيئة الهلال الأحمر الحادث وتم نقل مصاب واحد في حين نقل 9 لمستشفى بقيق»!! هذا الخبر يتكرر كثيراً ما يماثله ويشبهه في القسوة والإيلام، شباب بأعمار الزهور يذهبون ضحايا السيارات والتفحيط ولا تسأل عن الحوادث بسبب السرعة. إحصائيات تتحدث عن أن طرق السعودية هي الأسوأ في العالم. لكن لندع الطرق ونتكلم عن التفحيط! هل أعيتنا هذه المشكلة؟ هل عجزنا عن حلها؟! كان الكتاب في السابق يتناولون الظاهرة على أنها إلى زوال لكننا نتناولها الآن بسبب تناميها وتصاعدها وانتشارها في الكثير من مناطق السعودية! النظام ثم النظام ثم النظام، هذا هو الحل، إيجاد آلية تنظيمية وقانون صارم ضد المفحطين والمتفرجين أيضاً، لولا أن هناك متفرجين لما مارس السائق المراهق عملية التفحيط! بآخر السطر؛ هذه المشكلة غرقنا بها وكأننا نغرق بنصف كوب ماء، بينما الأمم تتغلب على مشكلات أقسى وأفدح. لنقرأ فقط إجراءات أوباما التي اتخذها بعد مجزرة قام بها مراهق في مدرسة ولنتعلم من الأميركيين كيف يقضون على المشكلة من جذورها بالقانون والنظام.