لم تفدني إطالة التأمل في فهم تغريدة الدكتور سلمان العودة التي غازل بها الرئيس المصري، وتمنى فيها أن يكون الله بعث أحد الملائكة ليسدد خطاه.. ماذا يريد العودة من هذه التغريدة ؟ أو ماذا يرجو ليتجاوز الحد المعقول في الخطاب ويجعل من (حبيبه) مرسي فوق مستوى البشر وقريبا من مرتبة الأنبياء؟! وهل في هذه التغريدة، بعد خروجها بهذه الجرأة والفجاجة، كشف لقناع آخر من أقنعة الدكتور، التي ما برحت تتساقط يوما بعد آخر لتظهر شيئا فشيئا ملامح من طموحاته وأجندته؟! من حقنا في هذا الوطن أن نطرح مثل هذه الأسئلة وغيرها حين يكون الأمر متعلقا بشخص يستمع إليه ويثق فيه الكثيرون من مواطنينا، ومن حقنا، أيضا، أن نعلق الأجراس في رقبة كل تغريدة أو قول يفاجئنا به صاحبه ويبدو غريبا أو غير مفهوم للعوام أمثالنا، ومن الطبيعي جدا أن نقلق على مصائرنا طالما أن فينا سلمان العودة الذي يتخير الكلمات الكبرى والعظمى والمقدسة ليزكي الرئيس، وأكاد أقول رئيسه، محمد مرسي الذي ينقسم الشارع المصري نفسه حوله في هذه اللحظة. لست من مريدي الدكتور العودة ولم أثق في يوم من الأيام بأية كلمة قالها، لكنني هذه المرة أثق في أنه نقل حقيقة ما في نفسه إلى درجة أنه لم يفكر في خطورة وقع العبارة نفسها على (أهله وعشيرته). أخذته الفزعة للإخوان فلم يدرك أن قولا من هذا القبيل سيرتد عليه وسينال من صورته التي روجها كمصلح وصاحب فتوى وطنية واجتماعية عامة. لقد كانت هذه التغريدة (الإخوانية) فاجعة للكثير من الناس وسيترتب عليها الكثير من تعديل موقف الجمهور من العودة نفسه ومن بعض من يتسنمون ويشغلون المنابر الإعلامية العامة والخاصة. أما أنا فأنبه بإصرار كبير إلى خطورة الوضع، وأن بيننا إخوانيون من بني جلدتنا ويتحدثون لساننا ولابد أن نُعرف بهم إن أصروا على إنكار إخوانيتهم.