قبل فترة مررت بأحد الشوارع ولا حظت وجود تسرب ماء ناتج من خطوط الأنابيب الأرضية، وكان التسرب خفيفاً جداً، فمنطقة التسرب وتجمع المياه تكاد لا تتعدى المتر المربع، وكون التسرب يقع بالقرب من منطقة تصريف المياه ساعد ذلك في عدم ملاحظته، فكان التسرب يظهر من هنا ويتم تصريفه من هناك، (ولا من شاف ولا من دري). ولكن في الأمس مررت مرة أخرى من نفس الشارع وكانت المفاجأة، فالتسرب المخفي والصغير والقطرات المعدودة استطاعت أن تحفر الأرض وتؤثر على مستوى الإسفلت، وهذا يوصلنا بأن الذي كنت أراه من قطرات معدودة ما هو إلا رأس جبل الجليد، وأما المخفي فهو أعظم. وهذا هو حال الفساد مهما صغر حجمه، فلا تغركم قطرات الفساد، فقد تخفي خلفها نهراً من الفساد.