عزيزي الوطن! ثلاث مصائب توالت عليك وعلينا خلال الأيام الماضية نتج عنها أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى، وتوزعت جراحك من شرقك إلى شمالك إلى أطراف قلبك، فأعانك الله على مصابك وكلنا ثقة بإيمانك وصبرك وأنت الصابر على الكثير، وأتمنى يا وطني العزيز أن تتجاوز مصابك وتسعى للاستفادة منه، وذلك بما يلي: - أرجو أن تهمس في آذان مسؤوليك الكرام أن التواجد المتأخر في موقع الحدث، والتسابق على التصريحات أمام الشاشات، ومحاولة إقحام أسمائهم في كل خبر، لن يحيي ميتاً ولن يشفي مريضاً ولن يبيض وجهاً أسوّد، فليعملوا وهم يشعرون بالمصاب قولاً واعتقاداً، فأنت تعبت ومحبوك أصبحوا أكثر وعياً. - إن كنت تريد القضاء على الشائعات المدمرة، وتسعى أن تكون وسائلك الإعلامية هي خيار مواطنيك، فأرجوك ثم أرجوك أن تسارع لتجديد دماء هذه الوسائل، وأن تبين لها أنها تعاني من فهم خاطئ فالحكمة لا تعني التباطؤ، والالتزام بالعادات والتقاليد لا يعني التجاهل وبث المسلسلات في وقت المصائب. أرجو أن تهمس في آذان مسؤوليك الكرام أن التواجد المتأخر في موقع الحدث، والتسابق على التصريحات أمام الشاشات، ومحاولة إقحام أسمائهم في كل خبر، لن يحيي ميتاً ولن يشفي مريضاً ولن يبيض وجهاً أسوّد، فليعملوا وهم يشعرون بالمصاب قولاً واعتقاداً، فأنت تعبت ومحبوك أصبحوا أكثر وعياً. - لديك أكثر من لجنة تعمل في هذا الوقت وفي أكثر من مكان، وإن لم تصدر هذه اللجان قرارات فعّالة وواقعية فاعلم أنها تطعن في خاصرتك وتجلب لك مزيداً من الآلام. - يجب أن تصرخ وتبين أنه لا يجب أن ننتظر حتى تقع الكارثة، فإن كنت أصبت بثلاث جراح حديثة، فهناك سهام ومنصات إطلاق جاهزة وموجهة إليك، من كيابل الكهرباء المتهالكة والمكشوفة، إلى صهاريج الغاز التي تجوب مدننا وقرانا، ولا تنس سيارات المفحطين التي تسهم في إعدام وإعاقة ضحايا بصورة شبه يومية، أما مستشفيات الأطراف بمبانيها المتهالكة وطاقمها القليل فهذه قصة لوحدها، وتخيل ماذا ستقدم لو حصل في مدنها ما حصل في الرياض، خصوصاً أن صهاريج الغاز في كل مكان. - أظن أنك تحتاج إلى وقفة أكثر جدية، مع أولئك المستمتعين بمنظر الدماء والأشلاء المقطّعة والمحترقة، فقد وصل الأمر إلى حالة مأساوية بالبحث عن السبق على جثث الموتى من خلال التصوير ونشرها في المواقع الالكترونية بلا حياء ولا خوف. - لا يحق لك أن تدمع عينك أو تظن أنه سيتشمت بك الآخرون، عندما يرون ما فعله بعض أبنائك خلال كارثة الرياض، من نهب لأشياء تافهة، ففي كل مجتمع صالح وطالح، وبتقدير المجتمع للصالح ومحاسبة الطالح، يتحقق ما تريده ونريده. أعانك الله يا وطني وألهمك الصبر والسلوان!