عندما تبتلى بجلسة مع بعض مسؤولينا الكرام ستخرج إن لم يكن لديك مناعة قوية أمام وهج الكرسي، أو كان لديك مصلحة مع سعادته/ معاليه تكسر ظهرك وتمنعك من رؤية الألوان بألوانها الطبيعية بقناعة راسخة أن سبب نكبة الوطن ودماره وإعاقة تنميته هو: المواطن. فالمواطن - حسب رأي سعادته/ معاليه - وصل مرحلة خطيرة من الإدمان على مخالفة القوانين واللوائح والأنظمة . والمواطن هو الذي يعيق خطط سعادته/معاليه والتي كان من المتوقع أن تسهم - في حال سكوت المواطن وتأدبه - في الرقي بالبلد والنهضة به إلى مصاف الدول المتقدمة. والمواطن هو الذي يعاني مشكلة في الولاء والطاعة ويجب أن تزرع في قلبه من جديد، حتى لو وصل الأمر إلى استنساخها من سعادته أو من منطقة سعادته أو من الدولة التي درس فيها سعادته أو أخذ بها دورة صيفية. المواطن هو الذي يعيق خطط سعادته/معاليه والتي كان من المتوقع أن تسهم - في حال سكوت المواطن وتأدبه - في الرقي بالبلد والنهضة به إلى مصاف الدول المتقدمة. والمواطن هو الذي يعبث بالممتلكات العامة ويهلك الحرث والنسل. والمواطن هو الذي يعاني ضعف الوعي والثقافة فنحن شعب غير مثقف ونعاني مستوى متدنيا في الوعي والإدراك!. والمواطن هو الذي يشوه صورة البلد من خلال كثرة النقد في وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي الصهيونية الخبيثة المجرمة التي يجب أن تغلق عاجلاً وهذه ليست توصية من سعادته/ معاليه بل يشاركه فيها مثقفون!. ومن يدري؟! فقد يكون المواطن هو سبب ظاهرة الاحتباس الحراري وأزمة اليونان وحرائق استراليا. هذا الطرح موجود لدى بعض المسؤولين وقد يتوارى أحيانا بسبب الخوف والاضطرار إلى الدبلوماسية ولكنه سرعان ما يظهر مع أقرب فرصة يحس فيها المسؤول بالأمان فاللسان لا بد أن يظهر ما هو مستوطن في القلب!. السؤال: من الذي صنع هذه الفجوة الخطيرة والكبيرة بين مثل هذا المسؤول والواقع بل وأوصلها إلى مرحلة خطيرة من سوء الظن والقرارات غير الواقعية إطلاقاً ؟ طبعاً هناك أكثر من سبب ولكن من أبرزها الأبواب المغلقة والتترس خلف مدير المكتب، وجوقة الملأ الذين حول سعادته لهم دور، فهؤلاء كل ما يصنعه المدير هو صواب لا يحتمل الخطأ، وكل خطأ يقع فيه هو بسبب المواطن الظالم المفتري. نتمنى أن يخرج مسؤولونا الكرام من هذا التيه الذي أدخلوا فيه أنفسهم، ولا ينتظرون الإقالة أو التقاعد بناء على طلبهم، ليتحولوا إلى مواطنين غيورين بعد أن ينفض السامر وتنتقل جماعات التطبيل إلى المسؤول الجديد! في هذه الحالة ما الفائدة من توبة صاحب التوبة الشهيرة والمتأخرة (إني تبت الآن) ؟!.