أحياناً أشعر بإشفاق حقيقي على المواطن السعودي من تضارب الطرح الاعلامي وتتابع تدفق الطاقة السلبية الى درجة ان المواطن بدا يشكك في كل شيء ويرتاب من كل شيء. الانفتاح الاعلامي مطلبنا جميعا وارتفاع سقف الحرية رغبتنا جميعا وخاصة الاعلاميين.. ليس خطأ ان تنقد ولكن الخطأ عدم استيفاء كامل الحقيقة والارتكاز على مواطئ الاثارة. المتابع للشأن المحلي يجد إلحاحا في الانقضاض والهجوم على كل شأن نسائي البحث في سلبياته وليس إيجابياته. لن اعود لرؤية تاريخية في تحليل الهجوم على اي مشروع تنموي نسائي ابدا لادراكي ان القارئ اكثر معلومات مني في هذا الجانب واكثر ادراكا لابعاد التحامل على اي مشروع نسائي وادراك ابعاد الهجوم عليه واهدافه.. ولعل من يتابع الهجمة المنظمة على جامعة الاميرة نورة يدرك ذلك بوضوح مع ملاحظة انها متهمة بدون جريمة ولكن كونها مشروعا وطنيا نسائيا فالهجوم عليها بات رغبة تختلف منطلقاتها وتتشابه في الوسائل.. والشاهد ان احدى الشركات التي تعاقدت معها الجامعة قامت بالاستغناء عن مئة معلمة سعودية..؟ الجامعة لم تقم بفصلهن لانها اساسا لم تقم بتوظيفهن ولكن الهجوم توجهت كل سهامه للجامعة دون تقصٍّ للحقيقة.. جميعنا نتألم لفصل اي مواطن او مواطنة سعودي من عمله، بل ونتألم من وجود عناصر غير وطنية في اعمال يمكن ان يقوم بها سعودي، رفضنا للاستغناء عن اي مواطن سعودي لا خلاف عليه بل هو جزء من مسؤوليتنا الوطنية، ولكن مشكلة بعضنا - وعن قصد - ارسال رماحه لاي مشروع نسائي وكأنه يعمل بكل جهده على غرس ثقافة الاحباط في المجتمع نحو ارتقاء المرأة السعودية..؟ وللاسف البعض يشارك في غرس تلك الثقافة دون وعي بأهداف هؤلاء.. ولكن للاسف البعض يشارك بكامل قواه العقلية ووعيه لاحباط تقدم المشروع النسائي.. كنت اتمنى من اعلامنا مناقشة المشكلة الاهم وهي قيام تلك الشركات بالتعاقد مع المواطنات بعقود مجحفة وغير عادلة واستغلال الرغبة في الوظيفة والجهل بالنظام. نعم هناك اصوات واعية وايجابية ومحبة للوطن وتمارس النقد بدرجة عالية من الوعي بالمسؤولية.. يقابلها للاسف طرح سلبي يبحث عن الاثارة بغرض اتساع السواد في الوطن واخفاء المنجز او التطوير.. لم يحاول البعض استقراء رغبة الجامعة في تجويد مخرجاتها التعليمية وبالتالي تعاقدها مع جامعة عالمية لتدريس طالباتها في السنة التحضيرية والبالغ عددهن اكثر من اثني عشر ألف طالبة، وبالتالي بناء اساس علمي متين لهؤلاء الطالبات خاصة وان الجامعة فتحت تخصصات علمية متنوعة في الطب والحاسب والادارة وخلافه تتطلب اجادة اللغة الانجليزية وبالتالي لابد من تأسيس الطالبات وفق اسس علمية مناسبة ولن يدرس اللغة الا اصحابها.. الغريب ان الجامعة خلال الاشهر الماضية قامت بتوظيف اكثر من ألفي مواطنة ولم يتم التطرق لذلك، نعم هو واجب على الجامعة كمؤسسة وطنية نسائية، قبل ايام وبأفضل مستوى قبلت الجامعة اكثر من اثني عشر الف طالبة في تخصصات متنوعة وبعمل متقدم.. نعم ايضا هو واجبها كمؤسسة تنموية للارتقاء بتأهيل المرأة لسوق العمل ودورها التنموي والاسري.. اهتمت بإعادة تأهيل من قامت بتوظيفهن من الفتيات في ادخالهن دورات في الحاسب او اكسابهن مهارات ترتبط بمهماتهن العملية سواء داخل الجامعة او بالتعاون مع المؤسسات الاخرى وخاصة معهد الادارة للارتقاء بكفاءتهن العملية.. نعم ايضا هو واجبها.. بل وصميم واجبها.. ولكن هل تم التفات اعلامنا لذلك..؟ تجويد التعليم الجامعي مطلب الجميع واكثر من طالب به اعلامنا المحلي وحين بدأت الجامعة في بناء اسس التعليم الجامعي بقوة في السنة التحضيرية خاصة وان مخرجات تعليمنا العام مازالت للاسف دون المستوى تحامل الاعلام عليها دون ان يسمع صوتها ودون ان يتحقق من صحة المعلومة، وكأننا في حاجة لملء الشاغر من صفحات او ساعات بث دون احتواء الموقف ككل بشمولية ورؤية موضوعية تضع النقاط على الحروف للصالح العام وليس لتبني موقف فقط.. النقد الموضوعي مطلب الجميع ولكن التحامل مرفوض، تناول اي قضية دون التحقق من كامل زواياها امر غير مهني.. من حق الجميع نقد التقصير لاي مؤسسة حكومية ولكن وفق طرح موضوعي يخدم المصلحة العامة ويرتقي بالعمل وليس لمجرد النقد، قبول النقد جزء من العمل بل هو قبول مبدئي للارتقاء بالعمل ولكن في المقابل علينا كإعلاميين وكتاب رأي ومغردين الكترونيا تحري الدقة وادراك مسؤوليتنا في توجيه الرأي العام لافق ايجابي وليس زراعة البلبلة دون مكسب وطني، فقط طحن وطحن ثم لا دقيق نستطيع منه صناعة الخبز..