كان البعض «مفكر أكاديمي كاتب» يتحدثون عما يريده المجتمع ويحتاجه، من خلال رؤيته الشخصية أو محيطه الضيق، لأنه وللأسف لا يوجد لدينا مؤسسات لقياس الرأي العام، وكان البعض ولفرض رأيه يلعب على المشاعر أو جعل ما لا يروق له في مواجهة مع مقدسات المجتمع، كأولئك الذين حاربوا الابتعاث بنشر رسائل لا تملك المصداقية، أو أولئك الذين يريدون توظيف النساء فداعبوا مقدس «الشرف» وأن النساء وبسبب عدم توظيفهن فسدن بدبي. اليوم وتحديدا ثاني أيام «عيد الفطر» في الرياض شهد ثاني عرض لمسرحية «سوالف حريم» في مركز الملك فهد الثقافي زحاما شديدا تسبب في إصابة سيدتين بإغماء، وأن القائمين على المسرحية وجدوا حرجا كبيرا في توفير مقاعد للحاضرات اللاتي تجاوز عددهن 7 آلاف «نساء وأطفال» ، ما اضطر بعضهن للوقوف، فيما البقية افترشن الأرض لمتابعة المسرحية. هذا الزحام وذاك الرقم 7 آلاف مشاهد، ألا يقدم لنا قياسا للرأي العام أو على أقل تقدير جزءا من الرأي العام، وأن هناك من يبحث عن المسرح لقضاء وقت ممتع ومسل ومفيد ؟. إن سألت أحد العاملين في مؤسسات «قياس الرأي العام» عن هذا الرقم «7 آلاف» ، سيخبرك أنه رقم أكبر مما تقوم به مؤسسات قياس الرأي العام، وأكبر من الدراسات التي يقدمها طالب الماجستير والدكتواره في رسالته، كذلك هو أي رقم الحضور لا يخل بمبدأ عشوائية القياس، فالحاضرون من المؤكد لم يكونوا من حي واحد أو طبقة واحدة. بمعنى أننا أمام «قياس رأي عام» لما يريده المجتمع أو جزء منه، فهل أصبح وجود المسرح أمرا مهما للمجتمع، ليقتل أفراده روتين العمل والدراسة في أيام إجازتهم الأسبوعية بما هو مفيد وممتع. إن كانت الإجابة بنعم، يبقى السؤال: كيف نوجد له آلية ليعمل طوال العام برعاية الأندية الأدبية وبعيدا عن المنغصات لكيلا يهرب المشاهد ليس لأنه لا يريد المسرح، بل لأنه لا يريد قضاء إجازته الأسبوعية بكتابة التعهدات ؟.