* قبل أن توقّع في دفتر الدوام، احرص أن تكون هذه العودة بداية لترسيخ اسمك في السجل التاريخي للعاملين المخلصين، ولتكن إنطلاقة موفقة نحو آفاق واسعة من الإبداع وتنقية الراتب وخدمة الوطن والمواطن. * لا تحرص على الانغماس في قبلات وحلويات حفل المعايدة، فالقبلات لا يوجد فيها ما يجذب ،كما أنها سترهق جانبَي وجهك، والحلويات لن تحصل من ورائها إلا زيادة السعرات الحرارية وبالتالي تمدد ما لا ترغب، ولذلك إلقِ التحية وتوجّه إلى مكتبك مباشرة. * ليَكُن دخولك إلى مكتبك بالتدريج، وهذه لها أكثر من فائدة، فالتدرج يساعد في التقبل، ويحميك من أمراض الحساسية الناتجة عن الغبار الذي يعلو مكتبك بسبب الأجواء الجميلة التي مررنا بها، وقلّة عدد العاملين في الإدارة فمثلك يعلم أن نصف عمال الشركة المسؤولة في مكتب المدير والنصف الآخر في الشوارع يغسلون سيارات ويبيعون ما لا يصح ذكره. * تجنّب الوجوه الكئيبة التي لا تملك إلا أن تكرّر نشيدها الوطني التشاؤمي الثابت (إلى متى والانتدابات لم تنزل؟ إلى متى وترقياتنا متأخرة؟ ليش الفروع الثانية دوامهم أقل من دوامنا؟)، طبعاً هي لا تتحرك بل تريد منك التحرّك. لا تفرغ شحناتك السلبية في زوجتك وأولادك بل تعاون معهم في إعادة ترميم ساعتك وساعاتهم البيولوجية التي تحطمت خلال الشهر الفضيل. * تجنّب قدر الإمكان تجمعات الزملاء في اليوم الأول لأن نتيجتها الطبيعية بداية حملة جمع الديات للشاهي والقهوة وراتب العامل، وأنت خارج من عيد التهم ما بقي من الراتب بعد خصم القسط وديون الشهر الماضي وقيمة الإيجار. * تجنّب المرور من أمام مكتب المدير لأن رؤية صاحب السعادة لقوامك الممشوق لن تكسب منها إلا الثناء على إخلاصك وحبك للعمل ثم تكليفك بجميع الأعمال المتراكمة، بالإضافة إلى أعمال الزملاء الكرام الذين لا يزالون يعيشون أيام العيد. * احذر المرهقات الثلاث: متابعة الجوالات الإخبارية، متابعة مؤشر سوق الأسهم الذي سيعود اليوم، متابعة محطات الإف إم وأنت متوجه للدوام. * لا تهايط ولا تسمح لغيرك أن يهايط حول رحلات العيد التي قمت بها أنت وأولادك، حتى ولو كنت تقصد بصلالة الاستراحة، والشانزليزية شارعكم، وميدان التحرير حوشكم، فالكذب يظل كذباً ولا يؤدي إلا إلى مزيد من الكآبة واحتقار النفس. * لا تفرغ شحناتك السلبية في زوجتك وأولادك بل تعاون معهم في إعادة ترميم ساعتك وساعاتهم البيولوجية التي تحطمت خلال الشهر الفضيل.