لم يبق الكثير - بحول الله- وتنجلي غمة فتاة الخبر التي خيّمت على سماء وطننا خلال الأيام الماضية، فبفضل الله ثم بوعي مجتمعنا وأسسنا التربوية التي يظهر أثرها في أحلك الظروف، فترى ابننا وابنتنا - بفضل تلك البذرات التي زرعت في قلبه من خلال البيت والمدرسة والمسجد والمجتمع - عائداً إلى الصواب مهما ظننا أنه ابتعد وانحرف. هذا أمر معلوم! ولكن السؤال الكبير الذي يظهر مع كل مشكلة نتعرض لها: هل سيتم دراسة هذه المشكلة دراسة موضوعية واقعية تسهم في وضع الحلول التي تحمي بقية أبنائنا وبناتنا أم سيتم التجاهل والتغابي كالعادة؟ رغم أن التجاهل والتغابي في مثل هذه الحالة لا يدلان إلا على أحد اثنين: إما تخل عن المسؤولية أو جهل بحجم المشكلة يؤدي إلى خلل في أحد أهم أسس حل المشكلات، فتسمع من يهوّن ويسهل الأمر وكأن القضية أمر عادي، لا أملك إلا أن أوجه نداء إلى الآباء والأمهات أن لا تلهيهم مشاغل الحياة عن القرب من أبنائهم وبناتهم، ونداء لعلمائنا ودعاتنا أن يرقوا بطرحهم الشرعي، ونداء لرجال الإعلام أن لا تجذبهم الإثارة الإعلامية والبحث عن المناكفات على حساب وطنهم وأبنائهم وبناتهمرغم أن الخلل الذي حصل هو في أساس بناء هذا الوطن وهو عقيدته، كما أن الحادثة بينت الكثير مما كان مخفياً. فقد بينت حادثة فتاة الخبر - وهو الاسم الذي أطلق عليها - أن الحبل متروك على الغارب لبعض الجنسيات في شركاتنا يسرحون ويمرحون بلا حسيب ولا رقيب، فالأرباح والأرباح فقط هي الأساس عند المديرين التنفيذيين ومن خلفهم مجالس الإدارة، الذين أصبحوا مع الوقت كحال بائعي التأشيرات يأخذون المقسوم نهاية الشهر وليخرب كل شيء بعد ذلك! يا أيها الشيوخ كم سركس موجود في أروقة شركاتكم مدرّب وموجّه من بلده وضعتموه على أبنائنا فتحكم بمصائرهم واستغل وضعه لينشر سمومه وآفاته؟! ومما بينته هذه الحادثة حقيقة يتجاهلها البعض بل ويسفهونها مع الأسف وهي أن هذا البلد مستهدف، وإلا ما سر حفاوة هذه الجمعيات التنصيرية بتنصر فتاة سعودية واحدة لا تقدم ولا تؤخر - كما يظن بعضنا - والتي وصلت إلى ترحيلها من بلد إلى بلد وإخفائها - والله أعلم ما فعلوا بها- وإحضار ممثلة تجيد اللهجة السعودية وفبركة مقطع فيديو بتصوير عالي الجودة لتمرير رسائل متعوب عليها، مع أن المجال مفتوح لهذه الجمعيات في جميع أرجاء العالم ينصّرون مئات البشر يومياً؟ ألا نكون أكثر وعياً، ونعرف من نحن وماذا نملك؟ أخيراً لا أملك إلا أن أوجه نداء إلى الآباء والأمهات أن لا تلهيهم مشاغل الحياة عن القرب من أبنائهم وبناتهم، ونداء لعلمائنا ودعاتنا أن يرقوا بطرحهم الشرعي، ونداء لرجال الإعلام أن لا تجذبهم الإثارة الإعلامية والبحث عن المناكفات على حساب وطنهم وأبنائهم وبناتهم، ونداء لوزارة التربية والتعليم التربية! التربية! التربية! لا تنشغلوا بالتطوير على حسابها.