بداية رمضان انطلقت قَنَاةُ (مَارِيَا) الفضائية المصرية؛ وهي قَنَاة جميع المذيعات فيها (مُنَقّبَات)! الإعلاميات القائمات على هذه القناة أَكّدْنَ أن السبب في إطلاقها رَفْضُ مُلّاك القنوات الفضائية لظهورهنّ على الشاشة وهنّ يلبسن النّقَاب، وأنهن إنما قُمْنَ بهذه البادرة لمحاولة التأسيس لإعلام فضائي لا تَبرّج فيه ولا سُفُور! حقيقة انطلاق تلك القناة بتلك الصورة حَظِيَ بردود أفعال واسعة في المحيط الإعلامي والشعبي! فهناك من بَارَك هذه القناة، وأن المجتمعات بحاجة لأمثالها لتطهير الساحة الإعلامية الفضائية من الفجور (حسب وصفهم)، والذي تمارسه الكثير من القنوات الفضائية العربية! فريق آخر طالبَ بإيقاف تلك القناة؛ لأنها برأيهم نموذج من التّخَلف والرجعية التي تعاني منها بعض المجتمعات العربية المريضة! فريق ثالث اعتبر أن المذيعات المُنُقّبَات في تلك القناة يمارسْنَ العُنصرية المقيتة، وأنهن لا يَخْدِمْنَ الإسلام، بل يَهْدِمْنَ الإعلام، كما أكدت ذلك الدكتورة هُدَى بدران رئيسة جمعية المرأة العربية! ليس دعاية لتلك القناة أو دفاعاً عنها فلست من المتابعين لها؛ ولكن أجزم أنها بادرة وتجربة تستحق الوقوف عندها! ثم إنّ المنطق يُنَادي لماذا الهجوم الإعلامي على تلك القناة تحديداً؛ فإذا كان القائمات عليها لم يخالفن أنظمة العَمَل وأعْرَاف المهنة فالساحة متاحة للجميع، وتَسَعُ مُخْتَلَف التّيَارَات. فهذه قَنوات الرّدح والأغاني، وتلك القنوات التبشيرية، والأخرى التي تَتَغَزّل بشتم وسَبّ الصّحَابة رضوان الله عليهم ليل نهار تملأ الفضاء دون أن يتعرض لها أحد بدعوى الحُرّية! وأخيراً عجيب أمْرُ تلك الحرية والليبرالية والعلمانية التي يُنَادَى لها عند بني يَعْرُب؛ فهي تتوقف وتُكْتَمُ أنفاسها عندما تصطدم وتتعارض مع قناعات بعضهم!! ويبقى عزيزي القارئ هل أنت مع تلك القَنَاة أم ضِدها؟ (أرجو أن أشْرُف برأيكم).