فتح «بيل جيتس -بعبقريته وحده- للإنسانية بأسرها أبواب «عصر البرمجيات» الذي لا يدري أي منا إلى «أي الأبعاد» سوف يصل بنا «عالمه المسحور» هذا الذي فك لنا طلاسم كثيرة احتارت أمامها كل عقولنا قبل أن تفتح لنا عبقرية «بيل جيتس» أبواب المجهول -باباً بعد باب- لنصل إلى قناعة بأن «الله وحده» هوالأعلم بما خلف أبواب أخرى ما زال «جيتس» يحاول فتحها أمام البشرية.. جمعاء بما يبشر بأننا لا بد وأن نستعد ل «بكرة» بغير مجهول، وإن كان مجهول الحياة سقفاً بلا سقف ولا قاع! ولعل الأهم من علم «بيل جيتس»، هو إنسانيته وزوجته «ميليندا» عندما جلسا معا للتصرف في «الثروة الهائلة» التي تحققت لهما من فك طلاسم البرمجيات بمجهود شركة «ميكروسوفت» التي بلغت ستين مليار دولار، حيث اتفق الزوجان -الأب والأم- على حتمية حماية أولادهما الذكور الثلاثة -16 و13 و10 أعوام- من الفساد الذي يمكن أن يتعرضوا له بسبب هذا المبلغ المهول الذي حققته شركة الأب. وفي اجتماعهما الأسري هذا الذي حضره الأبناء الثلاثة عرض عليهم الاثنان الموقف الذي طال النقاش حوله، لتتفق كل الأطراف -الأب والأم والأولاد- بكل الرضا والقبول على استمرار «مصروفهم اليومي» على ما هو عليه -قبل الثروة- بما لا يزيد عن مصروف أقرانهم بنفس مدارسهم بما يسمح لهم بشراء «الهامبورجر» من المحال الشعبية مثلما تعودوا، دون التعامل مع محلات «البورجر» الأغلى ثمناً. ومن هذا اللقاء خرجت قرارات متفق عليها من أسرة «العطاء» تلك بأن يجنب لكل ابن من تلك الثروة مبلغا يساعده فقط على تكاليف تعليمه الجامعي الذي يبدأ منه كل منهم مشواره العملي ليحقق الابن وحده ما يمكن أن يماثل ما حققه الوالد الذي بدأ حياته مفلسا لا يتعاطى غير «البورجر» الرخيص، وكان أعظم قرارات أسرة «بيل جيتس» اتفاق الجميع على تخصيص نصف الثروة وقدره «ثلاثون مليار دولار» لمساعدة المحتاجين في المجتمع الأمريكي، وأمثالهم في أنحاء العالم وخاصة الإفريقي منه بمدارس ومستشفيات للعلاج، ومؤسسات تستثمر تلك الأموال فيما يعود في نهاية الأمر -ضمن إعادة تدوير الأموال- بتحويل دائم للأغراض الإنسانية تلك، وكل ما أتمناه من الأثرياء العرب أن يتخذوا مما فعل «بيل جيتس» أنموذجاً لإنفاق الأموال!