يحدثني أحدهم أنه صلّى يوماً في مسجد قريته فرأى شخصاً غريباً يصلي معهم، ما إن خرج من المسجد حتى وجد الغريب واقفاً عند سيارته، فدعاه لبيته ولكن الرجل اعتذر لسفره وقال: أخي الكريم! أشكرك على دعوتك ولكن هل تعلم أني في فرحة كبيرة عندما رأيتكم تصلون مثل صلاتنا! كنت أظن أنكم لا تصلون!! وكم حادثنا أشخاصاً - وأحياناً وللأسف- لهم مكانتهم فتسمع منهم: أهل المنطقة الفلانية فيهم كذا، وأهل المنطقة لن يتخلصوا أبداً من كذا وكذا!! وإن كان يتكلم عن منطقة فالتصنيف سيكون لكل مدينة على حدة! أي جرأة هذه التي تعطيك القدرة على الحكم على مليون إنسان ووضعهم في قالب واحد يجمعهم. وكم حادثنا أشخاصاً - وأحياناً وللأسف- لهم مكانتهم فتسمع منهم: أهل المنطقة الفلانية فيهم كذا، وأهل المنطقة لن يتخلصوا أبداً من كذا وكذا!! وإن كان يتكلم عن منطقة فالتصنيف سيكون لكل مدينة على حدة! والمصيبة الأكبر عندما يُدخل الدين في القضية ويتم لي أعناق النصوص الشرعية لتوافق أهواءنا، فهذا التلاعب لم يبدأ ممن نصّب نفسه وصيّاً على الفرقة الناجية التي هي مثل ما عليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يدخل فيها أهل منطقته ويخرج منها الآخرين، بل القضية قديمة وموجودة ومتأصلة في أذهان بعض السذج البسطاء، فتسمع من يستدل بقول الله تعالى ( الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود الله) ليدخل في هذه الآية قبائل ومناطق بلا حياء من الله ولا من رسوله، رغم أنك لو تأملت في حضارته وحضارة آبائه، لوجدت والده أو جده - بالكثير- كان أعرابياً يرعى الغنم أو الإبل كحال هذا البلد إلى وقت قريب. والمشكلة عندما يقابل البعض الهجوم بهجوم مضاد فتسمع ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق). عموماً الداء موجود وهو ليس على مستوى بلدنا فقط بل على مستوى العالم ولكننا منبع الإسلام وأتباع دين ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولذلك فالمسؤولية علينا عظيمة وكبيرة! لنمسك ألسنتنا عن إخواننا ونعودها على الكلام الحسن، ولنحسن الظن بهم ولا نذكر إلا الايجابيات فالفضل لا يذكره لأهل الفضل إلا أهل الفضل، ولنربّ أبناءنا على ذلك بأن نكون خير قدوة لهم، لا أن ننقش في قلوبهم عيوب أقاربنا قبل عيوب المناطق البعيدة. وعلى الخطيب والعالم والمعلم والإعلامي والعقلاء دور كبير في السعي لاجتثاث هذه النبتة المنتنة التي لا يبقيها حية إلا من يبحث عن النتن.